الجبهة الطلابية.. جبهة ماذا؟

 

الجبهة الطلابية.. جبهة ماذا؟

(( في اعقاب نتائج انتخابات جامعة حيفا))

بقلم: معاذ خطيب* (الراصد)

 

 

 

 

 

 لن أعود مجددا للاعتذار عن تقصيري في التدوين في الاسابيع الأخيرة، لأن كثرة الاعتذار تفقده مفعوله…
 

إنه لكذب واضح وتجنٍّ صارخ أن يقال إن اقرأ هي حركة طائفية أصولية تستثني شريحة من الطلاب العرب غير المسلمين لمجرد انتمائها للحركة الإسلامية التي يشهد الجميع أنها لا تترك منبرا إلا وشددت من خلاله على الوفاق الطائفي والأخوة التي هي أساس للوحدة الوطنية الفلسطينية. وليس أسوأ من هذا الكذب سوى أن يقوم من يروج لهذه الاكاذيب السخافات هو نفسه  بممارسة التحايل والسرقة والتزوير وخيانة الأمانة والضمير حين يضبط متلبسا بالتزييف ولا يعترف بجريرته ولا يقدم اعتذاره. إن التناقض بين هذين الموقفين هو أشبه ما يكون بالتناقض الذي يبرز في وصفنا لأحدهم بأنه "شيوعي وطني".

 

لم نسمع في الانتخابات الأخيرة للجنة الطلاب العرب التي جرت الأربعاء الماضي ما سمعناه في الانتخابات السابقة عن إشاعة الجبهة الطلابية لأخبار تقول إن لجنة اقرأ تمنع غير المحجبات من التصويت لها، بل وستمنعهن من دخول الجامعة إن هي فازت، وأنها سترفع المآذن فوق برج "أشكول"، وستجبر الطلاب الذكور على إطلاق اللحى، وتفتح فرعا للقاعدة في جامعة حيفا. لقد اكتشفت حرس "القلعة الحمراء" حين ظهرت نتائج الانتخابات السابقة وذَهلت كل حامية عن جبهتها وبكى أفرادها في السكن الطلابي ومكثوا فيها أياما طويلة دون الجرأة على الخروج إلى نور الشمس الذي أعمى أبصارهم بعد أن عميت بصيرتهم بفعل انتصار اقرأ، اكتشفت أن اعتقادها بأن اعتماد إشاعة الأخبار الكاذبة والتجني الساقط كتكتيك سيضمن انتصارهم، هو أشبه باعتقاد من بنى تمثالا يعبده من تمر سيأكله حين يجوع، بربوبية هذا المعبود.

 

ما هو البديل إذا؟ فتشت الجبهة تاريخها النضالي الحافل، ووجدت ورقة قديمة-جديدة كانت في كثير من الأحيان ورقة رابحة في الأوقات العصيبة كالتي مرت بها الجبهة خلال العام الماضي. التزييف وبكل بساطة هو أسهل ما يمكن للجبهة أن تستعين به لتجاوز عقبة طارئة كوجود لجنة اقرأ كجسم منافس في الانتخابات. حتى هنا، الأمر لا يقل في أهميته عن كونه نضالا مشروعا ضد الظلامية والأصولية والرجعية والتخلف، ولذلك ينبغي على القوى التقدمية والتحررية والمتنورة أن تحارب تلك الظلامية وكل ما يرتبط بها.
استعانت الجبهة الطلابية في جامعة حيفا بأحد فرسانها اللامعين، وقادتها الألمعيين، هو نضال حايك وقد كان رئيس كتلة الجبهة الطلابية في جامعة القدس، واختارته ليكون هو الجندي المجهول الذي سينقذ بشجاعته وحنكته وبراعته الجبهة من خطر الوقوع ضحية "خفافيش الليل"، كما حدث المرة الماضية.
فقد ضُبط عضو الجبهة ذاك وهو يحاول تهريب بطاقات اقتراع ومعها ظروف مختومة مصادق عليها إلى خارج قاعة التصويت، حتى يقوم زملاؤه الأشاوس بمنحها الرعاية التي تليق بها وتحويلها الى أصوات لصالح الجبهة، ومن ثم إعادتها إلى صناديق الاقتراع مع أعضاء الجبهة الآخرين الذين سيدخلون للإدلاء بأصواتهم.
 

لا يمكن للجبهة قطعيا أن تنكر هذه الجريمة، فقد ضبطت الظروف وبطاقات الااقتراع داخل دوسية كان يستخدمها حايك لجلب قوائم المصوتين إلى رفاقه في الخارج، حيث وجدوا بحوزته 7 ظروف وبطاقات، وقد حدث ذلك في الساعة السادسة مساء، أي قبل ساعتين من إغلاق الصناديق وبعد مرور 10 ساعات على فتحها، ولكم أن تتخيلوا حجم التزوير الذي حصل قبل أن يقبض على هذا السارق متلبسا بالجريمة.

 

المشكلة ليست فقط في التزوير الواضح، بل في إنكار الجبهة للأمر رغم افتضاح أمرهم على رؤوس الأشهاد، حيث اعتبروا الأمر "سوء فهم". بل إنهم وبعد أن لم يروا مجالا للإنكار، قالوا إن هذه كانت محاولة للتزوير وليست تزويرا واقعا، وكأن هناك فرقا بين أن يُتم احدهم جريمة اغتصاب كاملة، وبين أن يشرع بجريمة اغتصاب لكن يُضبط قبل إتمامها.

 

طالما اعتبرت الجبهة نفسها حامية التنور والتحرر والتقدمية والانفتاح والحرص على مصلحة الطالب واحترام عقله، فهل هكذا تحترم الجبهة الطلاب العرب؟ هل محاولة التزوير بل التزوير بعينه هو تقدمية أم تخلف؟ هل سرقة الأصوات واختلاسها هي تنور أم ظلامية؟ هل هذه هي الانتخابات النزيهة والشريفة التي تدعي الجبهة الطلابية ومن وراءها أنها تطمح لها؟

 

الأدهى من كل ذلك والأمر والذي يسم البدن حقيقة هو أن الجبهة بغبائها وإفلاسها لم تعلن استنكارها لما قام به ذاك القائد الجبهوي من سرقة للأصوات، بل سارعت بمهاجمة لجنة اقرأ ومعها التجمع الطلابي لأنها أدانت التزوير الذي حصل (لم تهاجم القلم لأن القلم في الحقيقة دعمت الجبهة بطريقة غير مباشرة حيث أنها حرقت أصوات اقرأ، الأمر الذي لا يصب إلا في مصلحة الجبهة التي ترى في اقرأ المنافس الأول والأقوى، ولولا دخول القلم لفازت اقرأ بستة مقاعد لا خمسة فقط). فقد طبقت الجبهة المثل "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، وهو الأمر الذي لم استغربه شخصيا من حزب كهذا بنى مجده على الزيف والكذب والخداع، وهنا علمنا وفهمنا أي نوع من الجبهات هو الذي تنتمي إليه الجبهة الطلابية.

 

ما يعزيني هو أن الطالب العربي لم تعد تنطلي عليه مثل هذه الحيل، وقد عرف بحق حقيقة هذا الحزب المتأسرل وقوامه الذي يتألف إما من قاصرين أو أصحاب مصالح، وسوف لن تقوم لتلك القلعة الحمراء التي سقطت العام الماضي قائمة بعد اليوم أبدا ، ليس مع وجود التيار الإسلامي الحر النظيف العامل لمصلحة الطلاب قولا وفعلا، والذي كان أبناؤه بأخلاقهم -ولا يزالون- أعلام في رأسهم نار؛ ذلك هو تيار اقرأ الذي صنع التغيير وحقق الانجازات وحمل بشرى طلوع الفجر الجديد.

*توضيح حول خلفية كتابة المقال: الأربعاء الماضي الذي وافق التاريخ 16.7.2008 كان هو يوم عقد انتخابات لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا. وقد كانت المرة الأولى التي شاركت فيها لجنة اقرأ في الانتخابات هي في العام الماضي في جامعة حيفا، حيث حصدت 5 مقاعد من أصل 13 مع أنها المرة الأولى (الأمر الذي أهلها لتشكيل لجنة ورئاستها). وأما المرة الثانية فكانت في جامعة تل الربيع (تب ابيب) وقد فازت اقرأ بغالبية المقاعد، وهي 5 مقاعد من أصل 11، فيما حصلت الكتلتان المنافستان على 3 لكل منهما (تدوينة خاصة بانتخابات تل أبيب هنا). وبالأمس القريب كانت المرة الثالثة التي فيها تشارك اقرأ في انتخابات لجنة الطلاب العرب، وكان ذلك مرة أخرى في جامعة حيفا، وقد كانت النتيجة أن فازت اقرأ ب4 مقاعد، علما أنها حصلت على نفس النسبة من الأصوات التي حصلت عليها العام الماضي، وهي 34%. 

  

* * معاذ خطيب (الراصد)  رئيس لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا عن لجنة اقرأ

11 تعليقات

  1. مقال جريء !!!
    أعجبني ,,

  2. السلام عليكم
    مقال رائع أخي معاذ
    صحيح ما قلت !
    دونت مقالاً مشابهاً على شكل شهادات شخصية في الانتخابات التي كنت فيها: http://qannas.blogspot.com/2008/07/blog-post.html
    بارك الله فيك

  3. أهلا وسهلا بمروركم الطيب يا سادة
    أخي علاء، قمتُ -ولي الشرف- بالرد على مقالك.

    حياك الله

  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الكريم لا فُض فوك على هذا الرصد الواعي والكلام الشافي في أحداث انتخابات حيفا 2008

    في نظرة متفحصه الى الوضع الذي آلت اليه انتخابات لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا، بعد ان تم ضبط أحد كوادر الجبهه متلبسا بتزوير بعض الاصوات، مما أدى الى تأجيل فرز الاصوات 3 أيام بعد الانتخابات، والكل ترقب وأنتظر النتيجه ليعرف من حاز على أعلى نسبة من الاصوات..

    أقول ان من فاز بهذه الانتخابات كل من عمل ويعمل في العمل الطلابي بشرف وأمانة، ولا يعتمد على التزوير والتدليس والكذب والاشاعات والسخرية..
    ان من فاز في الانتخابات هو من حصل على احترام الطلاب وثقتهم قبل صوتهم !
    انهم اولئك الذين اوصلوا الليل بالنهار لخدمة الطالب طوال العام وليس فقط في فترة الانتخابات،

    في يوم الخميس الذي تلا الانتخابات في ساعات الصباح دخلت لسوق الخضروات، فقابلتني احد ربات البيوت تسألني متلهفة " شو صار يا خالتي معكم بالانتخابات؟ اخذتوها ولا كيف؟" فاخبرتها بما حدث، وكلي انبساط واعجاب بأن اخبار اقرأ اصبحت تهم عامة الناس وليس فقط الطلبة!!
    في اليوم التالي في احد الاعراس في العائله عندنا، سئُلت نفس السؤال أكثر من 12 مره.. حتى انني مللت من الاجابة واعادة نفس الاسطوانه..

    أسمح لي أخي الفاضل معاذ ان أوجه رسالتي الاخيرة لابناء وبنات اقرأ الذين تورمت اقدامهم، وارتفعت مؤشرات هواتفهم وحساباتها، والذين تحدوا كل الصعاب واجتازوا المسافات ليصلوا الى جامعه حيفا ويدعموا اخوانهم هناك، الى جنود وجنديات جامعة حيفا الاوفياء.. لم يضيع تعبكم سدى، مهما كانت النتيجه !! فأنتم من فاز في هذه الانتخابات بامانتكم ونزاهتكم، باخلاقكم والتزامكم، بكظمكم الغيظ واحتفاظكم بحق الرد على المغرضين والحاقدين والملحدين الذين اشبعوكم رميا باتهامات باطله..

    انتم يا فارسات اقرأ فزتم بحجابكم الملتزم، كأنكن الوقار يمشي على الارض .. أنتم يا جنود اقرأ فزتم باخلاقكم الرفيعه وهمتكم الساميه..

    نصركم أخضر يا أهل الاخلاق والعفه، نصركم أخضر يا بني اقرأ.. نصركم تلألأ في الميدان وليس بالكراسي فقط !

    دمتم كما يحب الله ويرضى
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  5. السلام عليكم أخي معاذ,
    أحب دائما قراءة ما تكتب, صدقت بكل ما قلت.
    إن من فاز هو من عمل بصدق وأمانة وليس من غش وخادع.
    إن من دخل الجامعة بعد الإنتخابات لم يشعر بوجود الجبهويين "المنتصرين" لأنهم إختبأوا بجحورهم, وقد فضح أمرهم, رغم إستكبارهم بالإعتراف بالحقيقة بعدما كشفت واستمروا بالتضليل الإعلامي, ونسوا ماضيهم الخياني.
    بورك أبناء وبنات اقرأ – أفتخر وأعتز كوني أحدكم.

  6. االسلام عليكم

    اختي دعاء بارك الله فيك . فعلا قد اصبح مجتمعنا العربي -رغم همومه الكثيرة- واعيا للأمور الطلابية أكثر من أي وقت مضى، لا بجهد أحد سوى اقرأ التي لا تكتفي بالعمل في الجامعات بل وفي كل مكان يمكنها ان تعمل فيه لمصلحة الطلاب العرب.. ولا تعلمين مدى فرحتي بالأمس حين كنت أصلي في المسجد ولفت انتباهي رجل بياقة خضراء لم تكن سوء ياقة اقرأ التي خصصت للانتخابات "اقرأ لتستمر مسيرة التغيير"، يبدو أن الاخ الكريم أخذها من قريب له يتعلم في الجامعة، ولا أظن انه لبسها دون أن ينظر ما كتب عليها، ثم لبسها بفخر ورأس مرفوعة ..

    اخي ابو ابراهيم السهلاوي جزاك الله خيرا لمرورك الطيب، وقد صدقت فعلا حيث أثبتنا اننا الفائزون حين وزعنا الحلوى هذا العام أيضا، في الوقت الذي فيه نكس القوم رؤوسهم وقبعوا مختبئين في بيوتهم.. كالعام الماضي تماما :)

  7. هذا الشيل من ذاك الأسد… مقال لاذع ومنطقي اخي معاذ… حفظك الله…

  8. تووت أتى بي الى هنا … انا محمد من مصر أدرس السينما وأود التواصل معك
    try_mr@hotmail.com

  9. لا تنسى اخي معاذ ان نصر الجبهة في الجامعة مازال مستمر رغم المسرحيات التي تقوموا بتمثيلها!!!!!!!!!
    ولا تنسى الجبهة الطلابية قوة اولى بأرادة الطلاب فهي جبهة كل الشعب وليس حركة لتقسيم الشعب!!!!
    5
    4
    3
    1
    لا تنسى

  10. أخي محمد مصالحة، حياك الله وشكرا لمرورك الطيب :)

    أخي الكريم محمد من مصر، شرفتنا والله، ونحن تحت أمرك فيما تطلبه ان شاء الله

    أخي "جبهوي" اهلا بمرورك الطيب، لكن يا أخي لن أطيل عليك كثيرا .. هل حقا تفخر بأن تنتسب لكتلة كهذه تخون ثقة الطلاب وتسرق الأصوات ، ولا داعي للتعريج على المآسي التي تتمتع بها الجبهة والحزب ؟؟

    صدقني لو كنت مكانك لأشفقت على نفسي واخترت نهجا حياتيا آخر اشعر فيه على الأقل أنني لست مخادعا أو سارقا أو محتال.

    أنت تعلم حقيقة الجبهة أكثر مني .. فلماذا نضحك على انفسنا ؟ :)

    أهلا بمرورك العطر مرة أخرى .

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!