التكتيك الناجح: صور نساء في كل مكان *

* نشرت هذا المقال أولا في الراصد الإعلامي حيث يشير إلى الجناة ويصور جريمتهم بصورة واضحة ، ثم  نشر مع بعض التعديل في موقع فلسطينيو48، وفي صحيفة صوت الحق والحرية (المطبوعة والالكترونية)، وصحيفة المركز (مرفق العدد)، بعد إجراء تعديل هو التورية عن اسماء الصحف المتورطة، كي يمكن نشر المقال بصورة قانونية.

وقد حولت المقالة إلى رسالة وأدخلت به بعض التعديلات، وأرسلته لجمعية “نساء ضد العنف” وهي جمعية نسوية تدعي الدفاع عن حقوق المرأة وتطالب بمساواتها بالرجل، وفي الخفاء تحارب الدين والقيم والأعراف التي كثيرا منها يحفظ للنساء كرامتهن وشرفهن وقيمتهن. لكن لحد الآن لم يرد أحد عليها :)
الرسالة في المرفقات

_______________________________

نص المقال

من مظاهر استعباد المرأة في الغرب، هو ” تشييء ” المرأة –إن صح التعبير- والمراد هنا القصد أنها تعامل كأنها شيء، لا كأنها روح وكيان وإنسان. فالمرأة باتت تستعمل كشيء، وسيلة، أداة، بل سلعة بكل بساطة، تباع وتشترى، وكلنا يعلم أن مقاييس الإعلان الناجح في غرب اليوم هو أن تظهر فيه امرأة –جميلة طبعا-، وإلا لن يحقق الإعلان العائدات المرجوة منه. كنت أتصفح موقع شركة تختص بصناعة قطع السيارات، وفوجئت بإعلان مصور وضعته الشركة في الموقع، تظهر فيه فتاة بلباس البحر، وبجانبها إطارات جديدة، وتتكلم عن المواصفات التقنية التي تميز هذا النوع من الإطارات!
ولا تعجبوا.. فنحن نحث الخطى نحو ذات المصير.

فالمرأة أصبحت سلعة تسويقية أيضا في مجتمعنا العربي، وخاصة من قبل وسائل الإعلام الصفراء.

لا شك انكم لاحظتم مثلي أن أي خبر في أي مجال يطرح في “صحافتنا” (الصفراء) الالكترونية، بات يتم إقحام النساء فيه. حيث تظهر في واجهة الموقع (الصفحة الرئيسية) مجموعة من عناوين الأخبار، ومرفق بكل عنوان منها صورة، المفروض أنها تعبر عن عنوان الخبر وتعكسه. لكن الحاصل هو أن الصورة الرئيسية للخبر باتت تحتوي فتاة أو اثنتين أو ثلاثة.. أو عشرة، وليست أي فتاة طبعا، بل فتاة من النوع الذي تكفي صورتها لأن تجعلك تسارع بدخول الخبر، ما يعني تجولك في الموقع لفترة أطول، وزيادة فرص انكشافك على الإعلانات التجارية في الموقع، وهو طبعا ما يدر على أصحاب الموقع أموالا أكثر، وهذا هو الأساس!

مثال بسيط هو ما جاء في موقع تابع لإحدى الصحف واسعة الإنتشار خلال الاسبوع الماضي. هناك خبر عن افتتاح فرع للبنك العربي ييافة الناصرة، وهناك عدد كبير من الحاضرين، منهم شخصيات مهمة كما جاء في الخبر. الصورة التي وضعت في واجهة الموقع والتي ارفقت بالخبر، هي صورة لفتاتين تبتسمان للمصور. تتساءل أنت، ما علاقة افتتاح البنك بهاتين الفتاتين، لا يبدو مطلقا أن أيا منهما هي مديرة الفرع الجديد مثلا. وإذا دخلت الخبر، سوف تجد كما هائلا من الصور التي تظهر الحدث، منها صور شخصيات معروفة في عالم الاعمال والبنوك، وشخصيات شعبية أخرى، وهناك صورة تظهر عملية الافتتاح الفعلي (المدير العام للبنك العربي يقوم بقص شريط الافتتاح)، وللأسف لم تحظَ هذه الصورة بإعجاب المحرر، وبحث عن الصورة الوحيدة التي تظهر فيها فتيات، وقام بلصقها بالخبر في واجهة الموقع!

هذا مثال واحد، و”مثله مثايل”. طيب لماذا؟ أليس عيبا وعارا؟ أليس هذا احتقار للمرأة أن تستغل صورها لجذب أكبر عدد من الزوار، وبالتالي لكسب المال؟ أين المنظمات النسوية ومنظمات حقوق المرأة التي لا تجيد إلا مهاجمة العادات والتقاليد التي كثير منها تحفظ للمرأة كرامتها وقيمتها الإنسانية؟ أين هي من تشييء المرأة واستغلالها بهذه الصورة المهينة؟

السؤال الذي يدور في ذهني.. هل هذه شطارة من قبل محرري الأخبار واجتهاد منهم .. أم هي سياسة عليا يحددها اصحاب الموقع؟ منبع هذا التساؤل هو أن هذه الظاهرة ليست في ذاك الموقع وحده، بل في كل مواقع الصحافة الصفراء… سوف ترى ان صورة الأخبار الرئيسية بمعظمها فيها فتيات (إن وجدت، وإن لم توجد، يقومون بإيجادها!): في خبر افتتاح بنك، خبر عن مظاهرة، خبر عن مسابقة، عن حفلة تخريج، حتى خبر عن حادث قتل تظهر فيه صور نساء. أخشى أن نرى غدا خبرا عن افتتاح جامع وتكون صورته الرئيسية فتاة مرت صدفة في الشارع واقتنصتها عدسة المصور البارع.

معاذ خطيب :: الراصد الإعلامي

مرفقات:

2 تعليقات

  1. بداية بوركت لحرصك اخي الكريم …الا انه للاسف القدر الاكبر من اللوم والعتاب يقع على الجانب النسوي لسماحهن بالتمادي لهذه الفئة من الناس ان تكون صور النساء فقط هي المسوق الاول والاكبر للمنتجات ، لذلك ارى ان التصدي لهذه الظاهرة تبدا من ان تقف النساء لصدهن بالنداء نحو الطهر والعفاف . جوزيت خيرا

  2. أهلا اختي إسراء.. بصراحة هذا دوركم أنتن.. هذا دور جمعية سند واقرأ وصانعات الحياة وكل الناشطات المسلمات المتدينات الغيورات على اخواتهن وبناتهن وصديقاتهن ومجتمعهن بأسره

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!