ما سر الوحشية التي يتعامل بها الامن السوري مع المتظاهرين المدنيين العزّل؟

حقيقة مرة… لكنها حقيقة. ولستُ من انصار النظريات الطائفية والتقسيم المذهبي و هواجس ”مقاومة التشيّع” او “خطر المد الشيعي”. لكن الحقائق يجب ان تبيّن.

ما يحدث في سوريا هو حرب دموية ابادية يشنها الجيش السوري العلوي ضد الاغلبية السنية التي ثارت ضد قمع وظلم وجور عانت منه لسنوات طويلة، لمجرد انتمائها المذهبي؛ قمعٌ غير جديد، من فصوله الماضية مذبحة حماة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف معظمهم من النساء والأطفال، ومجزرة سجن تدمر حين قام نظام حافظ الأسد بالزج بآلاف الاخوان المسلمين (السنة طبعا) في السجون وخاصة سجن تدمر، ثم قصف هذه السجون بالدبابات وسالت دماء المسلمين السنة في اقبية الزنازين.

والعلويون فرقة من فرقة الشيعة، هي التي تقود نظام سوريا البعثي وتمسك بزمام جيشه، نفس الجيش الذي يدك المتظاهرين الآن في المدن السورية المختلفة ولا يتنازل عن طلقة في الرأس لكل واحد منهم، وهو مكون في معظمه من العلويين، الضباط والعمداء والنقباء ورؤساء الالوية، سوى بعض الافراد السنة الجنود في الرتب المنخفضة الذين لا يملكون من القراء شيئا، وإن تجرأوا على رفض اوامر قادة الفرق التي ينتمون اليها، سيواجهون الموت المحتوم كما علمنا مما حدث مؤخرا عن الجنود الذين رفضوا الانصياع لأوامر اطلاق النار على المتظاهرين العزّل، فقتلهم قادة الجيش نفسه، ثم اشاع النظام انهم تعرّضوا لهجوم من عصابات مسلحة !!

اتساءل: لماذا لم نشهد في ثورة سوريا ما شهدناه في غيرها من الدول العربية… انضمام قادة عسكريين وسياسيين من الى الثوار؟ ادانة للقتل السلطوي والوحشية ضد المتظاهرين؟ ببساطة لأنهم جميعا في اعتقادي مسلمون سنة من نفس الطائفة. أما في سورية، فهناك العلويون القابضون على الحكم وقد مكنّهم منه الاستعمار الفرنسي، وهناك الشعب وغالبيته من المسلمين السنة.

 

ينبغي على كل واحد منا أن يفهم ما يدور، ولأجل ذلك اقدم لكم هذه الروابط للاطلاع وتوسيع المعرفة حول صعود العلويين الى السلطة وتركيبة الجيش، الخ، مع التذكير المعتاد بأن على كل منا أن يقرأ ما يقرأ مع التفكير فيه واعتباره محتملا للصواب والخطأ، وهو ليس منزلا مهما يكن مصدره.

 

من هم العلويون: من معرفة

من هم العلويون: من ملتقى اهل الحديث

 

قراءة تاريخية في عقدية الجيش ونظام الحكم الطائفي في سوريا

مساهمة في قراءة العلاقة بين العلويين والسياسة في سورية

 

ملحق:

انظروا ما يقوله استاذ علمني في جامعة حيفا، وهو بروفيسور في اللغة الانجليزية وعالم مثقف جدا في الشؤون الاجتماعية في الدول العربية، اترجمه لكم بالعربية

 

The uprising in Syria is different. If Assad and his Alawite regime go in the present circumstances, we have a serious problem here. A really serious problem. I don't see how we'll avoid a wide-scale war.
Since the Alawites consolidated their hold on power in Syria, Syria has not initiated any wars with Israel. The evidence is overwhelming.

What do I suggest to help the Alawites stay in power?

The best thing Israel can do to help Assad would be to make very public statements supporting the rebels in Syria, calling Assad a tyrant, say that he's a threat to regional peace, maybe even bomb his house in Latakia–in other words, act as though they're supporting the rebels without actually doing anything of any significance. The rebels will immediately forget about democracy and overthrowing Assad, they'll rally around him against the Zionist enemy, and the problem will be solved. If the Israel government won't do anything, Israeli citizens could organize a pro-democracy-in-Syria rally in Rabin Square or something like that, call CNN and Al-Jazeera, make sure it gets a lot of international news coverage, etc. The rebellion would end immediately.

واترجم لكم النص:

الثورة في سوريا مختلفة (عن ثورات الدول العربية الاخرى التي لن تحقق اي شيء). فلو أن حكم الأسد زال في الظروف الراهنة، فلدينا مأزق حقيقي هنا (في اسرائيل). مأزق حقيقي حقاً. لا ادري كيف يمكننا ان نتجنب حربا واسعة النطاق. فمنذ أن أحكم العلويون قبضتهم على الحكم في سوريا، لم تقم سوريا بأي حرب ضد اسرائيل. هذا الدليل قاطع.

ماذا اقترح أنا لمساعدة العلويين على البقاء  في الحكم؟

إن افضل ما يمكن لاسرائيل فعله لمساعدة الاسد هو أن تنشر تصريحا رسميا تدعم فيه الثوار والثورة في سورية، وتسمّي الاسد بالطاغية وتقول انه خطرٌ على السلام في المنطقة، وربما تقوم اسرائيل ايضا بتفجير منزله في اللاذقية، وبكلمات أخرى، أن تتصرف اسرائيل وكأنها تدعم الثوار دون أن تفعل أي شيء حقيقي في الواقع. سوف ينسى الثوار فورا أمر الديمقراطية والتخلص من الأسد، وسوف يلتفون حوله ضد العدو الصهيوني، وسوف تحل المشكلة. وإن لم تفعل اسرائيل شيئا، يمكن للمواطنين الاسرائيليين أن يقومو بتنظيم تظاهرة مؤيدة للديمقراطية في سوريا في “ساحة رابين” او في اي مكان شبيه، تتم دعوة CNN والجزيرة، ويتم التأكد ان هذه التظاهرة تحظى باهتمام صحافي عالمي، الخ. سوف تنتهي الثورة مباشرة بعد ذلك!!

 

 

ملف:Latakiya-sanjak-Alawite-state-French-colonial-flag.svg
علم الدولة العلوية قبل الغائع. لاحظوا علم فرنسا فيه !

4 تعليقات

  1. بارك الله فيك اخي معاذ معلومات استفدت منها شخصيا. تحيتي

  2. العلويون ليسوا وحدهم سبب المصيبة في سوريا، قد يكونوا هم سبب تماسك النظام والجيش حتى الآن، وهم أيضا سبب كافي ليكون النظام متوحشا، لكن هناك سبب آخر أكثر أهمية وينطبق نفس هذا السبب والنتيجة المتوحشة على عشرات من الدول ليس فيها علويين، لمعرفة هذا السبب، تابع موضوعي:

    هل تريد أن تعرف سبب مصيبة الشعب السوري؟
    http://www.al3umq.net/political-views/190-calamity-syrian-people.html

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!