من ذكريات نشاطي السياسي في الجامعة: “يوميات الكراهية.. “بن لادن والبرغوثي ونصر الله هم زعماؤنا”

مشكلة الاعلام الاسرائيلي، ليست فقط أنه يكذب على الرأي العام العالمي، يزيف، يختلق الأحداث، ويمارس القرصنة الاعلامية ضد العالم بأسره، بل أنه أيضا يكذب على الاسرائيليين انفسهم، ويشوه الحقائق ويخدعهم ويضللهم، وينسج القصص والاخبار، وعادة ما يكون ذلك  هو في باب التحريض على العرب الفلسطينيين الذين ظلوا في ارضهم ابان النكبة وتخوينهم وتجريمهم لتبرير محاولات طردهم منها، اضافة الى انه يأتي في باب التنافس بين وسائل الاعلام العبرية المختلفة وتحقيق “سبق صحفي” يضمن تهافت القراء اليهود المتعطشين لكل لقمةٍ من خبر يُظهر “خيانة العرب وشرورهم”.

هذه المقالة مثال على ذلك، من تجربتي الشخصية.

 

خلال دراستي الاكاديمية في جامعة حيفا الاسرائيلية، كنت عضوا في كُتلة اقرأ للعمل الطلابي، وهي لجنة طلابية تطوعية فرع لجمعية اقرأ الأم، التي تنشط في الوسط العربي في الداخل الفلسطيني لدعم التعليم وتطوير آفاق المتعلمين. وقد كان نشاطنا يتضمن العمل السياسي، الاجتماعي، الاسلامي الدعوي،  وطبعا الخدماتي الذي يلبي مطالب الطلاب من الجانب الخدماتي والتسهيلات.

وقد اعتدنا في كل عامٍ أن نوزع الطلاب العرب في الجامعة، دفتر يومياتٍ راقٍ يتضمن معلومات ومواد قيّمة، الى جانب وظيفته الاساسية وهي استعماله كسجلّ للواجبات الدراسية اليومية.

في شهر نوفمبر (11) من العام 2006، قمنا كالعادة بتوزيع دفتر اليوميات على الطلاب العرب.

في اليوم التالي فوجئنا بهجومٍ شرس شنته علينا وسائل اعلام عبرية وصحفٌ محلية وقُطرية كان العنوان الابرز من بينها “يوميات الكراهية” !

احدى الصحف القُطرية وأوسعها انتشارا هي “يديعوت احرونوت” ، وقد نشرت في موقعها الالكتروني عن الموضوع، افلحت في ايجاد النسخة الانجليزية منه فقط. مقدمة الخبر هي كالآتي:

ممثلون عن الحركة الاسلامية، الجناح الشمالي، يوزعون على الطلاب العرب في جامعة حيفا دفتر يوميات يُعظّم “قادة عظماء للامة العربية” نصر الله، وبن لادن.

يمكن الاطلاع على الخبر بصورته الاصلية، من هنا ، والمصدر الاصلي هنا

 

وساقوم فيما يلي بترجمة اهم ما جاء فيه:

 


تم توزيع دفتر يوميات دراسي على الطلاب العرب في جامعة حيفا يظهر صورا لاسامة بن لادن، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السابق ياسر عرفات، الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد الفتحاوي مروان البرغوي، وبجانبها تظهر انشطتهم الارهابية وتفاصيل حياتهم.

اثنين ممن قاموا بتوزيع اليوميات قالو": ليس هناك أي استفزاز. نحن نذكر نصر الله وقادة آخرين للشعوب العربية، وان لم يعجب هذا احدا، فهي مشكلته هو”.

اما الشخص المسؤول عن توزيع اليوميات وهو عضو في الحركة الاسلامية في جامعة حيفا، الطالب معاذ خطيب (وهو العبد الفقير أنا: الراصد) فقد قال: “أنا لا افهم هذه الضجة، هذا يوميات للطلاب العرب في الجامعة. الكتلة الطلابية للحركة الاسلامية تقف وراء توزيع هذه اليوميات، ومن المهم بالنسبة لنا أن نذكر تواريخ هامة للامة العربية. أما نصر الله وعرفات فهما قائدان للامة العربية، ونحن نذكر نصر الله وتاريخ اختطاف حزب الله لجنديين اسرائيليين وقتل تسعة آخرين لان هذه عملية شجاعة أدت الى حرب لبنان”.

كما أننا نذكر زيارة شارون للمسجد الاقصى وهو ما ادى لاندلاع انتفاضة الاقصى. ونذكر تاريخ الحادي عشر من سبتمبر والقاعدة. هذه الامور، والقادة من امثال قائدنا مروان البرغوثي المسجون في احد سجونكم، اضافة ليوم وفاة عرفات، هي كلها امور هامة جدا.

من المهم للعرب ان يتذكروا قادتهم، اولئك الاشخاص الذين يمهدون الطريق امام استقلال هذا الشعب، فلماذا لا يحق لنا ان نذكر بن لادن ونصر الله؟


هل تصدقون ان قلت لكم انه فقط الامور الملونة بالبنفسجي صحيحة، وكل الباقي أكاذيب ملفقة مئة بالمئة؟

 

صحيح أن دفتر اليوميات فيه صورة لبن لادن, واخرى لنصر الله، واخرى لياسر عرفات؛ لكنه ايضا يتضمن صورة لشارون، وصورة لمهاتما غاندي، ومانديلا، وجورج بوش. الصور وضعت في سياق تاريخي، فعلى هامش كل صفحة من صفحات اليوميات، يُذكر حدث مهم في ذلك اليوم، ومعظمها احداث غيرت مجرى التاريخ. ومن الاحداث حرب لبنان، تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وفاة مانديلا، شن جورج بوش الحرب على العراق، اقتحام شارون للاقصى، وفاة عرفات، الخ. وقد وضعت بجانب كل من هذه الامور صورة تجسد الموضوع او الشخص.

لم يكن هناك أي تعظيم لأي شخص، وقد كان النص محايدا جدا وموضوعيا للغاية، مجرد ذكر الحدث التاريخي الى جانب الصورة المرتبطة به. وأنا شخصيا لم أقل ابدا ما نُسب الي، بغض النظر عن الموقف طبعا ومدى تطابقه مع ما زُعم أنني قلته. لكن القضية هنا اننا لم نقل أبدا ما نسب الينا ولم نلمح اليه ولم نشر اليه لا من قريب ولا من بعيد.

فما الهدف من التزوير والتزييف اذا؟

الهدف هو التحريض، فكما قلنا سابقا، تتسابق معظم الصحف العبرية في أيها تكون الاشد تحريضا ودموية ضد العرب الفلسطينيين، وبالتالي ستكون هي الاكثر شعبية بين اليهود الاسرائيليين.

في الحقيقة لم أر هذا الخبر الا اليوم، ولم انتبه لوجوده ووجود الفرايا التي نشرت فيه من قبل، والا لكنت قاضيت الصحيفة والصحافي ناشر الخبر لكن اعتقد ان الوقت قد فات.

 

مثل هذه المشاكل تحدث كل يوم مع الفلسطينيين في “اسرائيل”، وقد تم مؤخرا حرق سيارات تابعة لطلاب عرب في كلية صفد الاسرائيلية على خلفية قومية.
فكيف باعتقادكم يمكن مواجهتها؟؟

 

 

5 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك عن المسلمين خيرا
    سبل المواجهة كثيرة وهذا أحدها بل هو على رأسها، كونك تسعى لبيان الحق وفضح الباطل وافترائه، ولا بد من العمل على نشر الحقائق ولكن قد تبدو عقبة في نظري كون الوسط اليهودي لا يتابع الصحف العربية بل ينحاز إلى ما يقوله بني جلدتهم ..

    وحبذاإن كنت متابعا للصحف ومهتما بمناهج الإعلام العبري وسياسة الصحافة الإسرائيلية، فأرى أن تؤصّل المسألة وتنشر مقالا أو بحثا قيّما – وأنت أهل لذلك – تبيّن فيه تلك التشويهات والدسائس وتفضح الاكاذيب وأصحابها من خلال عدة نماذج كالذي أوردته مما حصل مع جمعية إقرأ..
    وهل هناك علاقة بين أسلوب اليهود وبعض معتقداتهم؟ وهل لهم أمثلة سابقة وقدوات قديمة ساروا على أثرها؟!

    ملحوظة لغوية:الفِرَى جمع فِرْية، وليست الفرايا.
    دبّر الله أموركم وأعانكم حيث استعملكم
    أخوك.

    • اخي محمد بارك الله فيك لمرورك واثرائك

      فكرة ممتازة هي ان ننشر في صحفهم ما يفضح دسائسهم.. لكن هل تظن أنهم سينشرونها؟ الاحتمال ضئيل جدا، وذلك أن هذه الصحف التي ينبغي النشر فيها، هي نفسها التي تحرض على العرب والفلسطينيين، فهل تقبل برأيك؟

      شكرا للتصحيح اللغوي
      :)

  2. قدم دعوى ضدهم اخ معاذ

    • والله اخي انا بحثت الموضوع.. لكن المشكلة انه قديم، يعني القضية من 4 سنين تقريبا.. والاحتمالات باخذها على محمل الجد ضئيلة.. خاصة وانها ضد طرف اسرائيلي كما تعلم

  3. اخي الكريم جزاك الله كل خير
    اريد من حضرتك ان تجيبني على بعض الاسئله

    ما هو موقفك من حزب الله في لبنان ومن امينه العام حسن نصر الله ؟؟؟

    رؤياك السياسيه لمى يجري في سوريا وايران والعراق ؟؟

    ما هو موقفك بكل وضوح من الصراع الشيعي والسني في المنطقه؟؟

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!