لماذا "جسد الفتاة ملك لها" وما هدف الجمعيات النسوية من طرح هذا الشعار؟

قبل فترة قصيرة كتبت هذه المنشورة على فيسبوك، حول الازدواجية التي تتعامل بها “الجمعيات النسوية او النسائية” التي لا تكترث حقيقة سوى لحقوق المرأة التي تؤمن هي انها تستحقها وفق اجنداتها واهدافها التغريبية.
وقد جرّت المنشورة نقاشاً مطوّلا مع الكثيرين، احببت ان اقتبس لكم جزءاً مهماً منه، وذلك بدلاً من كتابة مقالة مخصصة. أبقيته تماما كما هو، النقاش كاملا، كي تفهموا سياق كلامي بكامله. اتمنى ان تجدوا فيه الفائدة ويسعدني ان تنشروه.

 

المنشورة الأصلية:

 

بالله عليكم، هل سمع أحدكم أن “جمعيات حقوق المرأة” و “الجمعيات النسوية” عندنا في الداخل الفلسطيني، قد استنكرت ما حصل قبل اسبوعين حين قام مستوطنون بالاعتداء على تلك المرأة المقدسية وخلعوا عنها حجابها؛ أو قبل اسبوع، حين قام جنود الاحتلال بضرب النساء والاعتداء عليهن في المسجد الأقصى المبارك ومنعهن من دخول المسجد للصلاة؟ ألا تخجل هذه الجمعيات من أنها تزرع في مخ الفتيات أن “جسدك ملك لك وأنت حرّة فيه” وتشجع الفتاة على اقامة علاقات جنسية محرّمة وذات آثار سلبية كثيرة، فيزيولوجياً ونفسياً، ويزعمون أن هذا حق المرأة وحريّتها، لكنها في المقابل تتجاهل كلياً حقوق أخرى للمرأة لمجرد انها حقوق لا تتوافق مع اجنداتهم التي تمولها الدول الاوروبية.
أم أن الحجاب والصلاة لا تعتبر حقوقا يجب الدفاع عنها، بينما حريّة المرأة وحقها الذي يجب الدفاع عنه هو فقط أن تتعرّى وتنام مع ألف شاب قبل الزواج؟

النقاش على المنشورة:

 

 

  • محاوري: اوافقك بالمجمل عدا عن جملة “جسدك ملك لك وانتِ حرة فيه” فهي عبارة صحيحة مئة بالمئة ولا يحق لنا التدخل فيه، هذه العبارة اتت في سياق الثورة على قضايا القتل على خلفية شرف العائلة، اعتقد اننا كعرب من الصعب علينا تقبل مثل هاته عبارات فهي غريبة عنا، اضف الى ذلك اننا تربينا على ان الشاب وصي على اخته وامه وقت تمادى ذلك الى اكثر من الوصاية، بل هو سلطوية وتسلط…
    اعتقد ايضا ان الله اعطى الحرية للانسان بان يكفر. والكفر في مقام الزنى او اعظم، فليس لدينا الحق بأن نمنع فتاة من ممارسة الجنس، دورنا النصح، وفي قولك “ويزعمون ان هذا حق المرأة وحريتها” ايعاز بان هذا مجرد زعم! اي انه خالٍ عن الصحة، اي انه في الحقيقه ممارسة الجنس “غير المشروع” ليس للمرأة ان تقرر فيه…
    طبعا لا يفهم مما اقول اني مع الزنى او الكفر، انما انا مع الحرية…
    والله ولي التوفيق

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): شوف أخي، اولا هذه هي الحقيقة. هم يحرضون الفتاة على الممارسات تلك، بحجة ان جسدها لها وهي حرة به.
    ثم دعني أسألك. هل يحق للزوج أن يمنع زوجته من ممارسة الزنا؟ ستقول طبعا يجوز، وعليه ان يمنعها.
    بأي حق؟ بحق رابط الزوجية بينهما.
    طيب هل يجوز للأب أن يمنع ابنته من الزنا (أي ان يقيد حريتها في جسدها)؟ لو قلت لا، لا يجوز له ذلك، فلماذا؟؟
    أليس رابط الأبوّة أقوى من رابط الزوجية ؟؟؟؟

     

     

  • محاوري: حق رابط الزوجية ذاك يكون تغطية لغيرة الزوج على زوجته وليس من منطلق حق الزوجية, اضافة الى عدة تحليلات اجتماعية, بيلوجية او دينية تمنع مثل تلك الفعلة, ولكن في المقابل نرى اليوم ان هناك عائلات تتفق على ان يكون الرابط بينها هو رابط مادي, اضافة الى تربية الاولاد اما ما دون ذلك من علاقات حب وجنس فيترك فيها الحرية للزوجين بان يختار كل منهما من يشاء قرينا….
    الان رابط الابوة, لنفترض ان ابن احد المشايخ قام بالسرقة, ومعروف ان الشيخ ربى ابنه تربية صالحة… هل يجوز للمجتمع ان يتهم الوالد بانه لم يمنع ابنه من السرقة؟ وهل في يد الوالد ان يمنع ابنه من السرقة؟
    ثم الم نرى بالقران امثلة عدة لانبياء كان اولادهم من العصاة؟ ماذا كان قول الله لهم؟ كل نفس بما كسبت رهينة… اذا الحرية هي الاساس والناس تحاسب امام الله فرادى, للاب سلطة على الولد حتى النضوج, اما بعدها فلا

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): فليكن غيرة من الزوج على زوجته، كما تشاء. ولم لا يغار الأب على ابنته؟؟ أليست غيرة الأب على ابنته وحرصه عليها هو ما يدفعه لأن يمنعها (وربما يعاقبها) إن هي فعلت ذاك الفعل المنكر؟
    كان أبي يضربني حين كنت طفلا إن فعلت امورا منكرة. هذه هي رابطة الأبوة.
    بخصوص سؤالك الثاني، يبدو انك فهمت من كلامي انني اؤيد ان يقتل الرجل ابنته الزانية، وانا لم اقل بذلك أبدا.
    أنا أقول انه يحق له ان يقيد حرياتها لأنه أدرى منها وأنضج وأخبر بتجارب الحياة.

     

     

  • محاوري: الى متى يحق له؟

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): حتى تتزوج طبعا. بعدها يصبح زوجها مسؤولا عنها وتصبح هي مسؤولة عن زوجها.

     

     

  • محاوري: في هذه نختلف

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): طيب، من كلامك فهمت انك مع منح ابنتك الحرية وعدم قهرها على شيء. غدا لو رأيت ان ابنتك المراهقة ابنة ال18 تعلقت بشاب وتريد الخروج معه (خروج مع ملحقاته التي تعرفها جيدا)، هل ستقول لها اذهبي يا ابنتي انا انسان حر وامنحك الحرية، مع انك تعلم علم اليقين أن ذاك الشاب في ذاك العمر لا يريدها إلا لشيء واحد ووحيد؟؟؟؟

     

     

  • محاوري: انا واثق من انني خلال السنين التي ستكون فيها السيطرة عليها لي, سأستطيع من خلالها ان اربي ابنتي التربية التي ستمنعها من فعل المعاصي حبا لله وليس خوفا مني

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): اذا انت تقرّ انه يجب ان تكون سيطرة لك عليها في مرحلة ما، صح ؟
    طيب ولو رفضت طاعتك وقالت، لك دينك ولي دين، سأخرج مع صاحبي وليكن الطوفان ؟؟

     

     

  • محاوري: قلت لك انا واثق, لست معتادا ان اضع احتمالات لما اصنع

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): اخي هذا حوار عليك ان تأخذ بالاحتمالات وتخبرني ما كنت ستفعل. هل الاحتمال قائم ان تخرج ابنتك عن طاعتك؟ طبعا قائم، أبناء الأنبياء عصو آباءهم يا اخي
    ثم لم تعلق على قضية “السيطرة”.. كما أسميتها أنت. أنت اقررت انه تكون لك عليها سيطرة، حتى متى ؟ وما هي حدودها ؟

     

     

  • محاوري: حتى تنضج, ولكل مرحلة نوع سيطرة مختلفة… في مرحلة الطفولة حتى البلوغ تتغير من سيطرة جسدية الى فكرية بالتدريج حتى تصبح مستقلة فكريا مع توجيه مني…
    اما بخصوص الاحتمال ان تخرج ابنتي عن طاعتي, فكما قلت انت ابناء الانبياء عصو اباءهم… اذن سأسير على خطى الانبياء وسأتصرف تصرفهم… سأكلها الى الله كما فعل الانبياء مع ابنائهم

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): لكن لا يمكنك القياس على عجز الانبياء وتقول “انا عاجز ولذلك لن أفعل شيئا” .. لأنك لست عاجزا عن منع ابنتك (او ابنك طبعا)، من فعل ذاك الفعل. يعني لو عصتك ابنتك وخرجت رغما عنك الى صاحبها ليأخذها بالاعناق وقد يجرها الى التدخين مثلا او الحشيش، ستجلس أنت تشاهد التلفزيون وتقصقص البذور وكأن لا شيء يحدث؟
    هذه مشكلة كبيرة اخي. ان كنت حقا تفكر بهذا النمط، فهي مشكلة كبيرة.

     

     

  • محاوري: اتريدني ان اكون اسير عادة ام اسير عبادة؟ ان كانت الاولى فهي ثورة عليها, وان كانت الثانية فهي على درب الانبياء الذين تجردوا من كل عادة واسلموا وجههم لله…
    ان ما تقوله ليس مقبولا علي, ولكنه ليس مقبول من منطلق عادات مجتمعنا وليس من منطلق ديننا, (اقصد مدىحرية الفرد) وانا اسعى للتجرد من ادران المجتمع والترفع الى الفهم الديني الصحيح على النهج النبوي في ظل القران….
    هكذا افهم الاسلام ولك ان تفهمه بالشكل الذي ترضاه, لك الحرية

     

     

  • معاذ خطيب (الراصد): وأين في التاريخ الإسلامي بأسره وإرث الانبياء والصحابة والصالحين، قرأت أن احدهم اطلق العنان لابنته او ابنه يفعل ما يشاء ؟؟؟
    هل من الدين ان ترخي العنان لابنك او ابنتك ليرتكب الفواحش؟؟ أين هذا من قول النبي الواضح الصريح “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده… ” إلى آخر الحديث؟؟ أي منكر أعظم وأولى بالتغيير من المنكر في بيت احدنا ؟؟؟
    كلامك غريب جدا ومستهجن اخي. لو كنت ملحدا او علمانيا كان ممكن ان اتفهم قولك، لكن انطباعي انك متدين، وتدين بمنهج كهذا ؟؟
    اسمح لي أن اتطرف اكثر في الامثلة، لمجرد تجسيد الأمر وتصويره: يعني لو ارادت ابنتك لا سمح الله وحاشاك وإياها، أن تعمل كراقصة، أو راقصة في ملهى ليلي، أو ما هو أسوأ من ذلك، هل ستقعد مع القاعدين وتقول، هي حرّة في شأنها، أنا حاولت تربيتها ولم أفلح، وهي الآن مستقلّة فكرياً ؟؟؟
    أي منطق هذا؟
    اسمحلي ان لا اكمل النقاش، وشكرا لتفاعلك وتفهمك وتواصلك

     

     

  • محاوري: منطق لن تفهمه اليوم
    سعدت بنقاشك…

6 تعليقات

  1. السلام عليكم أخ معاذ. بارك الله فيك على مواضيعك البناءة ونفع بك :)
    أخ معاذ عندي سؤال واحد لك، وحقا آمل إجابة، من أين لك كل هذا الوقت؟ وهل من شيء انت لا تفعله ولا تكتب عنه؟ والله بعد متابعتي لمواضيعك على الفيسبوك ومشاهدتي لكل التعليقات المنفعلة وبالإضافة إلى كلللل هذا.. لك مواقع هنا وهناك.. و وووو.. يا أخي علمنا كيف ننظم وقتنا مثلك وكن لنا قدوة :(

  2. توقعت الانسحاب منه … و ليس منك .. , و أظن أنه كان من المفترض أن يستمر النقاش … حتى تتوضح الرؤية عند الطرفين ..
    أما الإصرار على عبارات من نمط ” منطق غريب ” , ” منطق مستهجن ” فهذا في الحقيقة لا يخدمك …
    و ما زلنا نقف عند فكرة التمثيل من الاسرّة .. , كنت تريد منه – على حسب ما أظن – أن يقول لك : لا ! كل شي إلا بنتي !! , و حينها ستشعر بانتصارك !
    لكن لأن رباحه جاءت بغير ما تشتهيه سفنك .. انسحبت من النقاش !
    —–
    على العموم , يمكنك اعتبار قولي مجرد زفرات ساخطة …
    أرجو من حضرتك , إن امتلك محاورك مدونة/موقع/صفحة فيس..أن تخبرني بذلك .. و أكون لك من الشاكرين

    • أحيانا حين يكون النقاش عقيماً أفضّل أن لا اضيع وقتي فيه :)
      بصراحة لا أذكر من هو الشخص، كان نقاشاً فيسبوكياً.
      شكرا لمرورك ولو كان ساخطا.

      • سيدي الفاضل , لم أرى نقاشه عقيما ً … بل وجدت في كلامه لهجة جديدة …
        فهو لم يتهمك بالتخلف و الرجعية … و أيضا ً كان مختلفا ً عنك في رأيه …
        و الأمر يتجاوز عن كونه احترام وجهات نظر .. إلى كونه خطاب جديد ..

        بالمناسبة , أنا من المتابعين بصمت .. المحترمين لك بعنف :)

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!