مشكلتنا مع فيسبوك أخطر بكثير من أن خدماتها تتعطّل سويًا !

أنتم لا تدركون مدى خطورة الأمر.
– أي أمر؟
+ أن خدمات التواصل الأربعة التي تعطّلت اليوم (فيسبوك، مسنجر، انستجرام، وتساب) كلها تملكها شركة واحدة.

– هل تقصد أن الخطورة في عدم قدرتنا على التواصل بسبب تعطلها؟
+ بالعكس. هذه نعمة. الخطورة هي أن تعطلها يذّكرنا بأن معظمنا يستعمل هذه التطبيقات الأربعة الرئيسية لكل عمليات تواصله واتصاله: العلاقات مع العائلة، الأصدقاء، زملاء العمل، العاشق/العاشقة، وحتى الأعداء.
أي أن كل اتصالاتنا وتواصلاتنا، بما فيها من أشياء شخصية، سريّة، حساسة، تحدث في 4 قنوات تصب في النهاية في خوادم شركة واحدة.. شخص واحد هو مارك زاكربيرغ.

– طيب وما المشكلة؟
+ المشكلة: تخيّلوا لو مثلًا قررت شركة فيسبوك أن تستعمل معلوماتنا السرية ضدنا. أو أن تبيع جزءًا أو كل من المعلومات التي تجمعها عنّا، لشركات أخرى. أو جهات أخرى (يمكن تفسير كلمة “جهات” بطرق كثيرة ومختلفة !!). أو أن تستعمل معلوماتنا بأي طريقة ما كنّا لنقبل بها.


– ما هذا الهراء يا رجل؟ هذه شركة عملاقة محترمة لن تفعل فعلًا كهذا. 
+ حقًا؟ طيب لا حاجة أن تتخيلوا، فالأمر حصل فعلًا!! هل سمعتم بفضيحة Cambridge Analytica ، ومن قبلها فضيحة PRISM ؟ تبيّن أن فيسبوك تسمح بتسريب معلومات حساسة عن مستخدميها سواء لجهات تجارية (الفضيحة الأولى) أو جهات استخباراتية (الثانية).
هذا ليس معناه أن مارك زاكربيرج معني برؤية صورتك بالبيجاما. هذا معناه أن استخداماتنا في التطبيقات الأربعة منشوراتنا، لايكاتنا، رسائلنا، الأشخاص في قوائم اتصالنا أو أصدقائنا، الصفحات التي نتابعها، الصور التي نرسلها أو نستقبلها، الاشخاص الذين نبحث عنهم، المحادثات السريّة التي نجريها (التي نظن لسذاجتنا أنها تختفي) ، كلها كافية لمعرفة أدق الأمور عن حياتنا وشخصيتنا (حتّى أشياء نحن بأنفسنا لا ندركها عن نفسنا!) ونقاط ضعفنا!! 


صورة تعبّر عن مدى سيطرة شركة فيسبوك على المعلومات التي تتدفق في عالم الإنترنت

هذا طبعًا لا يسري على فيسبوك وحدها. فمن جهة أخرى، تمتلك شركة Google باقة من الخدمات التي من خلالها تجمع الكثير من المعلومات الحساسة عنّا، مثل خدمة البحث، يوتيوب، خدمة الخرائط Google Maps ، خدمة Waze، خدمة Twitch، وغيرها. يعني مثلًا، جوجل تقرأ إيميلاتك، تعرف أين تذهب كل يوم من خلال خدمات الخرائط، تعرف كل الأفلام التي تشاهدها على يوتيوب والأفلام التي تضعه عليها لايك (او دسلايك!)، التعليقات التي تعبر عن شخصيتك، الألعاب أو التطبيقات التي تنزلها عبر Google Play، وغيرها. شو بدك أكثر من هيك!؟
الخطر أكبر من أن نستوعبه. 
كونوا حكماء واستعملوا وسائل التواصل بحكمة!!

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!