هذا هو العنوان الذي اختاره "محمد جمل" للمقال الذي نشر بتاريخ 27 تموز 2007، فيه نفث ترهاته وحماقاته وما يستدل به على جهله وتدهور بصيرته وتضعضع حتى اخلاقيات الكتابة لديه ممثلا بذلك كل من حذا حذوه وفكـّر فكره وانتمى الى ذات حزبه.
وقد عرفت الكاتب جيدا حيث كان يتصدر طليعة النضال الطلابي في جامعة حيفا، فقد كنا نراه في كل "طوشة" يرفص هذا ويلكم ذاك، لكني لم أعرف إلا اليوم أنه لا يتمتع فقط بلياقة بدنية عالية، بل أيضا بلياقة كذبية أعلى منها.
وقد كتب هذا المقال عشية نتائج الانتخابات التي شاركت فيها اقرأ لأول مرة، وفي المرة الأولى هذه حققت ما حققته الجبهة الطلابية في عشرين سنة، حيث حصلت على 5 مقاعد مقابل خمسة للجبهة، ولذلك حصلت اقرأ على رئاسة لجنة الطلاب العرب في جامعة حيفا بعد ان تحالفت مع التجمع الطلابي، وهي المرة الأولى التي خسرت فيها الجبهة رئاسة اللجنة… لذلك .. لا تستغربوا من ما جاء في المقال :)
ويصف الكاتب التحالف الانتخابي الذي جرى بين لجنة اقرأ (الحركة الإسلامية) وبين التجمع الطلابي (حركة وطنية قومية) ضد الجبهة الطلابية (الجبهة والحزب الشيوعي) بأنه تحالف "كرسيولوجي" مطبقا بذلك نظرية الببغاء والاغبياء، التي تسـِمهم جميعا، حيث يقول إنه تحالف بين قوة "اصولية وقومجية" ضد القوى "التقدمية" أي الجبهة والحزب الشيوعي التي ينتمي لها هو.
ومع أنه يقول في بداية مقاله: "فالموضوعية تحتم ان نحلل الاسس الجوهرية لهذين المركبين حيث ساحاول ان اثبت ان اقرأ هي ليست فقط حركة طائفية وانما هي حركة اصولية"، إلا أنه يعتمد في الحقيقة في مقاله هذا على نقطتين أساسيتين لا اقول فيهما الا أنهما كذبتان سوداوان، سوف اذكرهما وارد عليهما وبذلك ننسف مقاله بكامله، فهو في النهاية وبطبيعة الحال يكرر ما يقوله غيره، ولن اقوم بالطبع بالرد على كل ما جاء في مقاله من سخافات، فهي أسخف من أن ارد عليها وأشغل وقتكم بقراءتها، وبالتالي فاجاباتنا جاهزة، لم اتعب في كتابة الرد عليها بقدر ما أتعب واجتهد في كتابة مقدمة تحليل لأحد الافلام الكوميدية :)
النقطة الاولى هي قوله بعد أن يذكر نتائج الانتخابات وتوزيعات المقاعد الناتجة:
" هذه النتائج أكدت ان تحالفا ما سينشأ. بالنسبة إلينا التحالف مع حركة طائفية كإقرأ أمر لن يتم".
لماذا إذا أعلنت الجبهة الطلابية في الجامعة رغبتها بائتلاف شامل يجمع كل الكتل الطلابية، مع أنها واصلت المماطلة في عقد الاجتماعات وأحيانا تأجيلها، وعدم تقديم برنامج يمكن مناقشته مرة، ومرة التذرع بتحضير برنامج آخر (غير الذي وزع في حملتها الاعلامية قبل الانتخابات) ، وأكدت عقب الاعلان عن الائتلاف مع التجمع أنها كانت تريد ائتلافا شاملا مع الجميع (مع أنها رفضته كلية حين عرض عليها قبل الاعلان عنه) ؟؟
إما أنها كانت تريد الائتلاف فعلا (وهنا نحن نحسن الظن بالجبهة الطلابية.. إحسان في غير محله)، وهذا يناقض ما قاله الكاتب في أنه من غير الوارد التحالف مع اقرأ لأنها حركة طائفية اصولية، ويناقض ما قاله ناشطو الجبهة أنفسهم، قولهم أن اقرأ هي القوى الظلامية الرجعية الطائفية الانكفائية والأصولية (ولو سألت احدهم ان يفسر لك احد هذه المصطلحات لرأيت وجهه استحال أكثر حمرة من الكنزة التي يرتديها) ، وأنهم (اي الجبهة) هم التقدميون المتنورون.. وبالتالي يستحيل أن يأتلف الظلاميون مع المتنورين، التقدميون مع الانكفائيين، وهذا تناقض واحد من بين التناقضات الكثيرة التي لطخت توجهاتهم التي تنم عن استخفاف بالآخر وتجنٍ عليه.
أو أنها لم ترد الائتلاف واكتفت بالمماطلة لإفشال اللجنة واجهاض الفوز الذي حققته اقرأ عن طريق تأجيل البت في الائتلاف واعاقة انشاء تحالف مشروع يشكل جسم لجنة الطلاب العرب المستقبلية.
وفي كلا الاحتمالين نية لا تصب أبدا في مصلحة الطلاب العرب وتحقيق حقوقهم وإحداث التغيير والإصلاح المنشود.
النقطة الثانية هي قوله عن اقرأ:
"وهي حركة طائفية قلبا وقالبا. فعلى سبيل المثال لا الحصرعدم توزيع منشوراتهم على الطلاب المسيحيين او الطالبات المسيحيات في الجامعة، وهذا الامر هو عنصري مقزز…"
ولم اتمالك نفسي من ان اضحك حين قرأت هذا، فما يبدو هو أن الاخ مبتدئ في علم الكذب، فإن كان مصرا على التزييف فليأت بشيء يمكن ان يكون معقولا .. أما هذه !!
منشوراتنا نوزعها على المسيحيين قبل المسلمين، وعلى كل من نشتبه في أنه عربي (واليهود لا نوزع عليهم لأنهم لا يقرأون العربية، ومن يقرأها نعطيه من كل المنشورات التي نملكها، حتى الكتب التي تكلفنا كثيرا نعطيهم منها مجانا).. فـَتَـَحيّة للكاتب على الموضوعية والمصداقية.
وأما قوله الآخر "ففي يوم الانتخابات سمعنا حديثا مثل "لأنك لابسي على راسك لازم تصوتي معنا" وكأن الاسلام محتكر لهم دون غيرهم" فيناقضه ما فعله نشطاء الجبهة أنفسهم، حين كانو يتوجهون للطالبات المسيحيات اللائي يلبسن الملابس القصيرة بقولهم "بدك تصوتي لاقرأ ..إن اقرأ سوف تمنعك من هذا وتجبرك على الحجاب" !! ، والقول "إن اقرأ سوف تقيم دولة الخلافة في الجامعة"، وسخافات اخرى صدرت عن مراهقين يدعون الوطنية والحفاظ على الوحدة الشعبية.
بل إن احد نشطاء الجبهة بلغت به الوقاحة أن يقول لو أننا عرفنا ان هذا سيحصل (الهزيمة التي منيو بها) "كنا جبنا كل مسيحية الناصرة تصوت" !!! فمن هو العنصري والأصولي والرجعي والمتخلف ؟؟
بعد هذا ينبري محمد جمل بمهاجمة التجمع الطلابي، لا لشيء .. إلا لأنه اختار أن يأتلف مع المتخلفين والرجعيين (آل اقرأ)، ويختم بالقول:
"التحالف الذي حصل في جامعة حيفا بين التجمع واقرأ هو تحالف غريب بين حركة قومجية وحركة اصولية، كما بينا في هذا المقال، القصد منه هو اضعاف وضرب الحركة الوطنية في الجامعات، بالأساس اضعاف وضرب الجبهة الطلابية..."
"الحركة الوطنية في الجامعات" …. هل نضحك بالله عليكم أم نبكي ؟؟؟
تعليق واحد
تعقيبات: كيف تبدو انتخابات مجلس الطلاب في جامعة كيب تاون بجنوب افريقيا؟ | الراصد