السلام عليكم
اولا اعتذر بشدة عن تقصيري في التدوين في الايام الماضية .. وذلك لاسباب كثيرة في الحقيقة .. منها ظروف العمل، وظروف صحية طارئة .. نسأل الله ان يعافيكم مما ابتلاني به، وأن يصبرنا إن ابتلانا …
مرة أخرى اكتب عن الاحتباس الحراري (Global Warming) .. حيث كنت قد كتبت مقالا بعنوان (العرب وظاهرة الاحتباس الحماري)، واليوم أكتب مرة أخرى وذلك بعد أن قرأت مقالا نشر في الجزيرة نت على هذا الرابط
حديثي اليوم عن الجانب الذاتي – الشخصي لهذا الموضوع ..الحقيقة ان حياتي تغيرت بعد أن اطلعت على قضية الاحتباس الحراري.. بطبعي أحب الطبيعة وقرأت كتبا كثيرة علمية وثقافية، تتناول الحقول الطبيعية خاصة الحيوانات… فدراسة هذه الامور تقربك أكثر لخالقك حين تستشعر عظمته وروعة خلقه ..
المهم أنني منذ اطلاعي على هذه القضية، صرت انظر للعالم من حولي بنظرة أخرى ، ربما امكنني تسميتها "نظرة طبيعية" ولا أقصد انها نظرة "عادية" وانما أقصد انها نظرة تنطلق من حب الطبيعة والاهتمام بها … والقلق او قل الخوف الحقيقي مما قد يحدث مستقبلا لأمنا الأرض وجمالها الساحر ..
كما يشير المقال الذي ربطته أعلاه، لا تزال نسبة التلوث في ارتفاع مطرد، والمسبب الأول لهذا التلوث هو الولايات المتحدة الامريكية كالعادة، لكن ما يهمنا هو أن العرب لم يحركو ساكنا .. ولم يسخروا أموالهم التي تسيل انهارا ووديانا في الوصول الى حلول لهذه المعضلة .. بل إنهم لا يملكون اجهزة التنبؤ بوقوع الاعاصير او الفيضانات كما لدى الغرب، ولا يملكون أصلا من لديه القدرة على تشغيل هذه الاجهزة ان هم اقتنوها ..
منذ ان عرفت هذا الخطر المحدق المتمثل بالاحتباس الحراري بدأت انظر لكل ما قد يشكل خطرا على البيئة بنظرة نقدية، للذات أولا ثم للمجتمع … لدرجة أني صرت اعدل عن استعمال الاجهزة الالكترونية التي تتطلب بطاريات لكي تعمل .. هذه البطاريات التي تحتوي مواد ضارة للبيئة، مثل النيكل، الكادميوم ، الزنك، الزئبق وحمض الرصاص … (في الولايات المتحدة تباع أكثر من 350.000.000 بطارية قابلة لاعادة الشحن كل سنة… هذه القابلة للشحن، فما بالك بالاخرى التي لا حل لها الا التخلص منها واقتناء أخرى !؟ )
بتّ افكر كثيرا في امور كثيرة.. مثل مكبات النفايات اجلكم الله، وكيف سيتسع العالم لهذه الكميات الضخمة من النفايات التي تنتجها البيوت (أقيس على كمية النفايات التي نتخلص منها نحن في بيتنا) .. وكيف نسمح لأنفسنا ان نتخلص من امور كثيرة يمكننا ان تسغلها في كثير من الاشياء المفيدة (شاشة كمبيوتر حصل فيها خلل بعد إصلاح خلل آخر فيها من قبل، مكثت لدي اسابيع قبل التخلص منها لاني شعرت انني ارتكب جريمة إن فعلت) .. هذا غير الاجهزة الكثيرة التي لم اجرؤ حتى الآن على ان اتخلص منها رغم ان الدهر أكل عليها وشرب وما عادت تصلح لشيء …
أما الاوعية البلاستيكية وخاصة القوارير .. قوارير الماء والعصائر … فقد علمت أن البلاستيك مادة ضارة أيضا بالبيئة، وكم من الاشياء التي نتخلص منها مصنوعة من البلاستيك … وليس هذا الامر الوحيد، بل كيف ستكفينا الموارد الطبيعية في السنين المقبلة في توفير المواد الخام لهذه الكمية المهولة من الصناعات الحاصلة والطارئة مستقبلا ؟؟
وهذا يقودنا الى الأخشاب .. هذه الاخشاب التي نتخلص منها بحرقها وتحويلها الى رماد .. هذه لا يمكن استرجاعها او "تكريرها".. نحن نعلم أن غابات الامازون قد انخفضت مساحاتها بدرجة مخيفة في السنين الماضية … ومع علمنا ان مساحات أخرى تزرع بالأشجار، لكن عدد الاشجار المقطوعة أقل بكثييييير من عدد المزروعة حديثا .. فماذا سيكون حالنا حين تقل الأشجار أكثر وأكثر .. من أين نحضر الخشب .. والأهم من ذلك … ماذا يكون حالنا حين ترتفع نسبة الغاز السام CO2 في الهواء والتي كانت الاشجار تحافظ عليها في درجة معقولة آمنة للانسان ؟
وها هو الإنسان .. ارتفاع عدد سكان العالم يزيد بالألوف يوميا … فتقطع الغابات وتغمر الأنهار والبحار وتستصلح للعمارة وشق الطرق، وتدمر الحياة البرية الطبيعية، وترسل البعثات الى القمر وتفتح المزادات العلنية لشراء قطع أرض عليه ، أملا في ان يتمكن الباحثون في تأكيد صلاحية القمر للسكن البشري في مواجهة قسوة الحياة وشح الموارد والضغط السكاني الهائل في المستقبل …
هذه الافكار أصبحت جزءا لا يمكن استثناؤه في حياتي اليومية .. فهل أنا منفرد في هذا ؟ ام ان هناك من يشاركني في ذلك؟ هل هناك من يظن أن الخطر كبير فعلا.. أم أنني واهم ومضخم للأمور ؟
والأهم .. هل بامكاننا فعل شيء ؟؟؟؟؟
للاستزادة طالعوا هذا المقال الهام جدا عن ظاهرة الاحتباس الحراري: هنا
انا احب الافلام عيش مع الافلام :mrgreen:
أنا عندي سؤال: كيف يمكننا التخلص من البطاريات المستعملة ؟
أنا أنتظر إجابات :)
اخي اخي / اختي
في الحقيقة الإمكانيات أمام المستهلك المنزلي محدودة جدا. نظرا لأن تركيبة البطاريات لا تتيح اعادة استخدامها او استرجاعها من قبل المستهلك العادي، ونظرا للسمية العالية جدا التي تتمتع بها المكونات الكيميائية للبطاريات (زئبق, زنك، وغيرها من المكونات السامة) فإن الحل الوحيد هو أخذها لمراكز التجميع والتكرير الحكومية. بما أنك عربي/ة من دولة عربية، فالأغلب ان دولتك العزيزة علينا جميعا ليست فيها برامج لاسترجاع البطاريات. ولذلك، عمليا، لا يوجد من خيار سوى تجميعها لديك في البيت في مكان آمن بعيدا عن مصادر المياه او الطعام ومتناول الاطفال.. حتى تتوفر برامج استرجاع وتكرير واعادة تأهيل للبطاريات.. وحتى ذلك الحين.. اتمنى لك التوفيق
:)