بسم الله الرحمن الرحيم
قبل حوالي شهرين كنت في زيارة لأحد الاصدقاء في قرية كفرمندا. وبعد جولة سياحية في المواقع الأثرية في القرية، تخللتها وجبة غنية بالبروتينات والنشويات والمعادن والفيتامينات… والدهون، توجهنا الى إحدى محطات الوقود الواقعة على الشارع الرئيسي المحاذي للقرية، وجلسنا نحتسي كأسا من … القهوة
وخلال ذلك وصلت سيارة للتزود بالوقود (ربما)، وقد نزل منها حارس شخصي ووقف قريبا من السيارة. وفي داخل السيارة استطعت أنا ورفاقي أن نحدد معالم الوزير غالب مجادلة ، وهو أول وزير عربي مسلم في حكومة اسرائيلية. (عربي يقصد بها مسلم أو مسيحي، وليس درزي، حيث أن هناك وزراء دروز سبقوه، لكن الدولة تعتبرهم دروز، وهم يعتبرون أنفسهم دروزا غير عرب كذلك، إلا قليلا منهم).
لم أصحُ إلا على وقع خطواتي التي ذهبت بي باتجاه سيارة معالي الوزير، حيث تقدمت من حارسه وحدجته من طرف خفي بنظرة قذفت الرعب في قلبه وارتعدت لها فرائصه، فأخلى لي الطريق كي أتقدم كالقائد الفاتح الى سيارة معالي الوزير لأطرح عليه التحية وأسأله بعض الأسئلة التي لم تكن مخططة ولا مرتبة، بل وجدت لساني الطويل وقد تمرد علي حين وجد فريسة –بدت سهلة- ليتسلط عليها.
سألت معالي الوزير عن المدة التي قاربت السنتين والتي خلالها كان وزيرا للثقافة والعلوم والرياضة في الحكومة الاسرائيلية؛ ماذا أنجز فيها وماذا حقق للعرب الذين يتمتعون بقدر لا بأس به من هضم للحقوق ومصادرة لحرية الفكر والرأي.
وصدمت حين بدأ معالي الوزير يسرد لي ما أنجزه للـ “حريديم” أي اليهود المتدينين !
هذا هو فيديو المقابلة. خلالها يقوم شخص بالاتصال بمعالي الوزير لكي يواسيه لنتيجة انتخابات الحزب الداخلية (البرايميريز) والتي يبدو أن معالي الوزير خرج منها بخفي حنين. قمت بقطعها من الفيديو حفاظا على خصوصية المتصل وخصوصية معالي الوزير أيضا.
فيديو المقابلة
لا أعلم بالضبط كيف قال معالي الوزير أن الشيخ رائد صلاح يدعو له.. أو ما قصده بذلك. ربما يظن أن الشيخ رائد صلاح يخصص تلك الساعات التي يتضرع فيها إلى الله ليدعو له الله أن ينجح في انتخابات البرايميريز مثلا؟ أم أنه يدعو له الله أن يزيد عمير بيرتس في راتبه؟ أم يدعو الله أن لا يصادف مكان جلوس ليبرمان أن يحاذي مكان جلوس معالي الوزير، ما قد يؤدي الى أزمة مرورية خانقة؟
لا أعلم أيا من هذا، لكن معالي الوزير بدا واثقا أن الشيخ رائد صلاح يدعو له، وعلى هذا الأساس طلب مني أن أطلب من والدي أن يدعو له أيضا. وإذا كان الامر كذلك، فالأرجح أن الشيخ رائد يدعو له الله ان يعينه على نفسه وما تحيكه ضده من مؤامرات.
لا ننسى أن معالي الوزير قد عُين في بداية العام 2007 وزيرا للثقافة والعلوم من قبل رئيس حزب العمل آنذاك “عمير بيرتس”. حزب العمل هو نفسه الحزب الذي ارتكب قادته جرائم ومجازر لا تنتهي بحق شعبنا الفلسطيني.
لا ننسى أيضا أن معالي الوزير قد حل محل وزير آخر هو أوفير بينس (אופיר פינס – פז) والذي استقال من الحكومة في اكتوبر 2006 بعد ضم حزب “إسرائيل بيتنا” إليها، وتعيين رئيسه افيغدور ليبرمان وزيرا للشؤون الاستراتيجية فيها. ليبرمان هو أشهر من عرف بتصريحاته العنصرية ضد العرب حيث دعا مرارا لترحيلهم، ووصفهم بالوباء، كما دعا في الحرب الأخيرة على غزة الى إلقاء قنبلة نووية عليها لإبادة أهلها.
بل إن المدعوة استبرينا طارطمان وهي عضوة كنيست عن نفس الحزب “اسرائيل بيتنا” اعتبرت تعيين معالي الوزير مجادلة “المسمار الأخير في نعش الصهيونية”.
استقال اليهودي أوفير بينس احتجاجا على ضم الحزب العنصري “اسرائيل بيتنا” الى الحكومة، فجاء مجادلة ليحل محله بكل سعادة ورضا، ليجلس مكان بينس، بجانب ليبرمان !
لا غرابة إذن في أن يتهرب معالي الوزير من السؤال الذي وجهته له ويشرع في سرد ما حققه لليهود المتدينين؛ ولا يهمه كما يبدو أن يكون هو قناع التجميل الذي تتزين به الحكومة الاسرائيلية التي تقتل شعبنا ليل نهار، ما دام يحصل على كل الامتيازات والتسهيلات والتفضيلات التي يتمتع بها كل وزير.
وإذا كان الحال كذلك، ماله ومال الدنيا ؟
غدا انتخابات البرلمان… سوف نرى أين يضعك قادتك يا معالي الوزير!
Salaam mouad, It was bold of you to have approached him and asked him these questions, from the look of it, it put him in awe to be questioned by those whom he claims to represent, though it's unfortunate that he didn't understand the reason behind you asking him these questions. But the way he gawped at these questions was funny
:D I too thought I was brave after Ive seen the video
:!: Sad he is no longer a minister in the Israeli government