الراصد معاذ خطيب معاذ خطيب يكتب في نقد مظاهر اجتماعية وسياسية واعلامية
قمت بجمع أفظع الصور وأشنع مقاطع الفيديو التي تصور الطبيعة في أقبح صورها وأكثرها تدميرا وكارثية من احداث الزلزال الذي ضرب الشواطئ اليابانية وما اعقبه من تسونامي رهيبة اجتاحت المناطق الساحلية.
وافعل ذلك لثلاثة اهداف: الأول لنحاول أن نشعر بحجم مصيبة اولئك القوم لنشعر معهم ونتضامن ولو قلبيا، والثاني، أن نستشعر ضعف الانسان ووضاعته أمام قدرة الله خالق هذا الكون وواضع اسسه وأركانه؛ فمن كان يتوقع أن اليابان… رمز الثورة الصناعية والتطور التكنولوجي غير قادرة ان تحمي ابناءها من خطر كهذا، وقد ضربتها عدة زلازل شبيهة في الماضي كانت كافية لأن تتعلم منها وتتحضر لها، لكن الفيصل هنا أن قدرة الله فوق كل شيئ، وصدق الله العظيم حين قال:
“يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ” ، وقال “نرفع درجاتٍ من نشاء وفوق كل ذي علمٍ عليم”، وقال أيضا:
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ” ( الأنعام:44)
وأما الثالث وهو نابع من الثاني، فكي يجهز كل منا نفسه ليوم الآخرة، فهل توقع أحد من آلاف الضحايا الذين جرفتهم الامواج العاتية أن يموت هذه الموتة؟ لكنهم جميعا وفي ذاك الصباح المشمس والطقس الرائع بكل المقاييس، ما شعروا إلا وهم في قلب البحر الذي جاء الى اليابسة، تتقاذفهم الامواج في كل جانب.. وعلى ذلك.. يجب أن نكون كلنا مستعدين..
لاحظوا كيف أن الامواج تحمل البيوت وهي كتل مشتعلة من النيران… لاحظوا كيف أن المنازل والجسور باتت مثل قطع ورقية يعبث بها المد ويرمي بها أينما حل… ناطحات السحاب تتأرجح في الهواء.. والسيارات غدت قابعة على سطوح المنازل… لاحظوا الرهاب الذي اصاب الناس … وتخيلوا انفسكم مكانهم!
ابدأ بالفيديوهيات وهي 8 مقاطع وقد جمعتها في قائمة قراءة (playlist) ستعمل تلقائيا واحدا بعد الآخر.
وأما الصور، فأنقلها لكم من “عالم الابداع”:
اضغط عليها لرؤيتها بالحجم الطبيعي
مشهد مفزع لموجات المد الهائلة وهي تجتاح سواحل شمال اليابان!
أمواج تعلوها أمواج تعلوها أمواج!!
دوامات في عرض البحر نتيجة المد المفاجئ!
لاحظوا كيف تجتمع النار بالماء في هذه المشاهد التي تدعو للتأمل!
بيوت, مصانع, سيارات, قوارب!
تخيلوا القوة التي تستطيع رفع سفينة كتلك فوق اليابسة!!
ما تبقى من أحد المطارات اليابانية!
دمار لا يوصف!
تخيلوا مقدار القوة القادرة على رفع هذه السفن وإلقائها بضعة كيلومترات داخل اليابسة وكأنها لعب أطفال!!
ما تبدو وكأنها مكعبات أطفال صغيرة هي حاويات شحن عملاقة تبعثرت نتيجة موجات تسونامي في الميناء!!
سيارات جديدة (أو للدقة كانت جديدة) في أحد الموانئ للشحن قبل أن تحدث الكارثة!
وجد الجيش الياباني 400 جثة في بلدة واحدة تم محوها من على وجه الأرض!
سكان عالقين يكتبون نداء الاستغاثة فوق سطح المبنى المحتجزين فوقه!
طائرة حربية جرفتها المياه على أحد المباني!
تخيلوا كيف أن زلزالاً يحدث في لحظات كان كافياً لتسبب في كل هذا الدمار والخراب في واحدة من أكثر دول العالم تطوراً!!