هذه المقالة رأي وموقف شخصي ولا تعبّر عن رأي الحركة الاسلامية بصفة رسمية ابدا. حين يتوفر موقف رسمي من الحركة سننشره هنا.
(( ملاحظة: هناك تطورات حصلت بعد ان قمت بنشر هذه المقالة، تابعها النهاية من فضلك ))
انتشرت هذه الليلة في صفحات الفيسبوك صورتان تظهران جنبا إلى جنب. الصورة في اليسار هي صورة تم تعديلها في الفوتوشوب كما يبدو، حذفت منها كنيسة قرية “إقرث” الفلسطينية المهجّرة، واستعملت الصورة في اعلان للحركة الاسلامية دعت فيه الى مهرجانها السنوي المسمى “مهرجان بقاء وعودة” الذي يهدف إلى رفع الوعي وتعزيز النفوس بخصوص حقوق الشعب الفلسطيني وحريته وعودة لاجئيه، والقضية الفلسطينية بشكل عام.
اما الصورة الى اليمين، فهي الصورة الاصلية، وتظهر فيها الكنيسة التي حذفت من الصورة في اليسار، التي استخدمت في الاعلان.
وللأسف الشديد، انتشرت الصورة انتشار النار في الهشيم، وتفاجأت أنا من الكم الهائل من الحقد الذي يحمله البعض ضد الحركة الاسلامية دون أدنى مبرر، فلمجرد هذا الخطأ الذي حصل، وصل الأمر ببعضهم للدعوة إلى “تبديل ابناء الحركة الاسلامية باللاجئين”!! أي طردهم من وطنهم فلسطين الى الشتات.. تماما كما فعل الاحتلال الصهيوني.. فهل هذه هي الوطنية المزعومة؟
على أي حال: هذه هي الصورة، وأدناها تعليقاتي التي كتبتها عليها في كل صفحات الفيسبوك التي تمكنت من التعليق فيها
أولا أود التنويه ان كلامي هو رأيي الشخصي، ولا يعبّر عن رأي الحركة الاسلامية بصفة رسمية ابدا.
اعزائي جميعا، أنا اتفهم بشدة غضبكم من هذا، ولو كنت مكانكم لغضبت أيضا وربما كنت سأقول ما قلتم أنتم.
لكن دعوني اسألكم سؤالا كافتتاحية: هل رأيتم من الحركة الاسلامية في كل ماضيها ما يسيء للمسيحيين أو لرموزهم الدينية، أو يمس وجودهم أو معتقداتهم أو تراثهم ؟
الجواب هو قطعا لا. بل العكس تماما. لقد حرصت الحركة الاسلامية دائما على علاقة قوية ومتينة اساسها الاحترام والاخوة بين المسلمين وبين المسيحيين، ببساطة لإيمان الحركة اننا شعب واحد، مصيرنا مشترك ومعاناتنا واحدة، حتى لو اختلفنا في الدين والمعتقد، فنحن نؤمن وبقوة بقول الله تعالى: "لا اكراه في الدين"، والحركة الاسلامية تطبّق هذا الآية وهذا الأمر الالهي، وأبدا لم تقم ولن تقوم بما يمس بأي كان، لمجرد الدين الذي يدين به.
واضرب مثالا: اعتادت قيادة الحركة الاسلامية في كفركنا، والناصرة، على سبيل المثال، على زيارة حضرة الكهنة المسيحيين في اعيادهم وتهنئتهم فيها، وقد قابل الاخوة المسيحيون هذه الزيارة بزيارة شبيهة في اعياد المسلمين.
الحركة الاسلامية تخصص كلمة مركزية في أكبر مهرجاناتها على الاطلاق، وهو مهرجان الاقصى في خطر السنوي، لغبطة البطريرك عطا الله حنا بصفته أحد ابرز الشخصيات الدينية في بلادنا هذه ، كما أعلم.
الحركة الاسلامية هي السباقة لاخماد أي نار للفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، بل وبين المسيحيين وغيرهم. وأضرب لكم مثالا، حين حصلت احداث المغار المؤسفة قبل بضعة اعوام، حين حصل نزاع ومواجهات بين الدروز والمسيحيين هناك، وتم احراق عدد من بيوت المسيحيين. الحركة الاسلامية هي أول من هرع الى المغار وعملت على تهدئة الاجواء ومحاولة الاصلاح، بل وقدمت ما يتجاوز المئة ألف شيكل للعائلات المسيحية مساهمة في التخفيف عنها لترميم بيوتها. المبلغ ربما يكون مبلغا غير ذا قيمة، وطبعا ليس الامر بالمال، لكن رمزية الامر هي المهم هنا.
هناك العديد من المبادرات الطيبة الاخرى، لكن اكتفي بهذه كي لا اطيل عليكم.
إذا، بناء على ذلك، هل يصحّ أن نتهم الحركة الاسلامية بأنها عنصرية، طائفية، و "حقيرة" !!؟؟
أعود لاكرر سؤالا هاما: هل رأيتم من الحركة الاسلامية في كل ماضيها ما يسيء للمسيحيين أو لرموزهم الدينية، أو يمس وجودهم أو معتقداتهم أو تراثهم ؟
وبما ان الجواب هو "لا"، أليس من الاجدر بنا جميعا أن نحسن الظن بالحركة الاسلامية؟ ألا يحتمل أن الكنيسة قد حذفت من الصورة لسبب آخر، لم يكن أبدا تعمّد الاساءة للمسيحيين او رموزهم؟
هل يعقل أن تقوم مؤسسة الأقصى (من مؤسسات الحركة الاسلامية) وهي أكبر مؤسسة للحفاظ على الآثار العربية في فلسطين المحتلة، تقوم بمسح المقدسات المسيحية الى جانب الاسلامية، وتسييج بعض منها وحمايتها، وترميم عدد من معالمها في مختلف مناطق بلادنا، ثم تقوم الحركة الاسلامية بازالة صورة الكنيسة عمدا؟ الا تعلمون أن الحركة الاسلامية هي من قام بترميم كنيسة قرية البصّة المهجرة وكنيسة كفر برعم، بعد توجه لجنة القرى المهجرة إليها ؟؟
والآن من الناحية التقنية: لو نظرنا الى الصورة أعلاه، لرأينا أن الصورة الاصلية
أحب أن اعلق على الموضوع، لم أسمع به طبعا الا عند قراءتي التدوينه هنا، ولكني بصفتي مصممة جرافيكا أيضًا أعتقد أنني لو كنت انا المصممة لهذا المنشور كنت ساحذف البناء، مسجدًا كان أو كنيسة أو أي بناء آخر (رغم أنه غير واضح بالمرة أنه كنسيه) ، لأن الهدف – كما سبق وذكرت انت- هو توصيل فكرة ارتباط الانسان بالأرض مجرّدة . . وأوافق على هذا.
بارك الله فيك اختي واشكرك لتأييدك وتأكيدك على صدقية موقفنا.
يعني زيف وكذب هؤلاء المنتفعين واضح جدا ، على الاقل انا بقدر اكذب كل هالافتراءات هاي لانه كنت موجود مع اخي محمد ابو زرقا لحظة التقاط الصورة ولن انسى ذلك الموقف العظيم ولن ننسى الذكريات التي قضيناها معا في اقرث مع الشاعر الكبير الراحل الموجود في الصورة عوني سبيت ابن قرية اقرث المهجرة.
يعطيك العافية أبو كمال ، كلماتك صحيحة اوافقك فيها ، والتهجم كما ذكرت انفا هو استمرار للهجمة المسعورة من قبل المؤسسة الاسرائيليلة على الحركة الاسلامية ، والحاقدين الذين يقولون ان الحركة طائفية وما الى ذلك وبرأيي هم من يشعل نار الطائفية ، فلمؤسسة الاقصى باع في مجال حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في البلاد ، مسحها وتسييجها ومنع تدنيسها.
بارك الله فيكم اخواني أنس وشادي، واشكركم لمروركم.