“إردوغان” هو الفلم الذي بثته الجزيرة خلال الاسبوع الماضي ويحكي سيرة حياة رجب طيّب اردوغان رئيس الوزراء التركي، ومحطات هامة من حياته السياسية والمهنية والطلابية، وتحديات واجهها والكيفية التي وصل بها الى أهم منصب في دولة باتت تحتل موقعا رياديا وجوهريا في خريطة العالم السياسية.
الفلم رائع وهو حقا مصدر للالهام يجب الاقتداء به وبحكمته وحسن تدبيره التي –من كثرتها- يكاد الفلم ان لا يذكر منها شيئا!!
بعض من النقاط التي احبتتها في سيرته وفي الفلم اجمالا (وهي كثيرة):
1- النشأة الدينية التي تمت تنشئة اردوغان عليها، دليل قاطع ان الاساس هو الصلاح الديني، مهما يكن.
2- تنازل عبد الله غول عن رئاسة الوزراء لاردوغان بعد خروجه من السجن.. لا يقدر عليها إلا قلة قليلة من البشر.
3- ابيات الشعر التي تلاها اردوغان وبسببها سجن 4 اشهر مع انه رئيس بلدية المدينة الأكبر والاعرق والأهم في تركيا.. استنبول
مساجدنا ثكناتنا
شبابنا خوذاتنا
مآذننا حرابنا
والمصلون جنودنا
هذا الجيش المقدس
يحرس ديننا
هذه الابيات تعكس أن النهضة التي جاء بها الرجل هو وحزبه والفكر الذي يمثله، ليست لمجرد “الديمقراطية” التي يتغنى بها الحمقى من الناس الذين يقولون “انظروا الى التجربة التركية في الديمقراطية والتي تثبت ان “الاسلام ليس بالضرورة هو الحل”؛ ففكر الرجل وانطلاقته كان دينيا خالصا اسلاميا فكرا وتطبيقا.
4- اخراج الفلم وتوزيع الادوار فيه وحتى الموسيقى التصويرية كانت كلها ممتازة ساهمت في وصول المعلومات بأروع صورة وأشدها ايحاءا بعظمة هذا الرجل وضخامة النهضة التي احدثها وحزبه من ورائه، رغم التحديات الهائلة التي واجهها ومحاولة العسكر الدائمة لعرقلته والاطاحة به.
الفلم
وهذا تحليل جميل للفلم كتبه د. احمد عبد العاطي
وثائقي أردوغان.. مشاهدة تحليلية
شاهدت اليوم وثائقي الجزيرة عن رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الحالي وجذبني مشهد البداية أن ألتقط قلمي لأسجل ملاحظاتي حول الفيلم وأنا لست بمتخصص ولكن أهوي التحليل والنقد.
تحليل التوزيع الزمي للفيلم:
13 دقيقة في البداية (25 %) تمثل مقدمة حول النشأة وتأثيرها في تكوين شخصيته
26 دقيقة تالية (50%) تمثل التكوين السياسي ومشواره قبل السلطة وكيف أعد لها
8 دقائق (15%) حول نشأة ومسيرة ونجاح العدالة والتنمية في حكم تركيا منذ 2003
5 ق (10%) عن موقف دافوس والتعامل مع إسرائيل بشكل عام
تحليل الشخصيات الرئيسة:
ظهر حوالي 7 أشخاص منهم 4 أساسيين هم:
أردوغان نفسه (15%) تقريبا يتحدث عن نفسه وأساتذته ومواقفه
إثنان من قيادات حزبه هما د. برهان كوروغلو وهو برلماني وأستاذ جامعي ويتحدث العربية و أ.أكرم إرديم نائب رئيس الحزب
ورابعهم عمر أوزباي ( مؤلف مشارك لكتاب عن أردوغان باسم ميلاد زعيم ) وقد أخذوا ثلاثتهم حوالي (50%) من زمن التعليق والقصص بالفيلم
تحليل المضمون:
لقد كان الفيلم مرسلا بامتيازلم تخلو عبارة من إرسال رسالة وتنوعت الرسائل المعدة بعناية والممنتجه بمهارة لترسم صورة متناسقة وقوية وممنهجة زمنيا لا تقل جمالا عن مسيرة أردوغان الزعيم نفسه:
رسائل من أردوغان نفسه:
1- بداية قوية تربطه بالجذور الاسلامية وجو القرية النقي ومآذنها الشامخة ليدلل علي هوية تركيا المسلمة
2- الفخر بالبسطاء من حي قاسم باشا الذي نشأ فيه واكتسب منه تاريخه وشهرته ثم كلامه الراق العاطفي عن الفقراء ومسئوليته تجاههم ونجاحه في رفع معاناتهم
3- إجلال العلماء والرفقاء سواء بمدارس الأئمة أو رفقاء السياسة حتي وإن اختلف معهم وتركهم أو انتقدهم كأستاذه أربكان فحقهم الوفاء والاحترام
4- أنه ابن العمل الجماعي ومن مدرسة الرياضة الأقرب للناس كرة القدم
5- انجازات تبدو بسيطه لكنها حيوية وشاقة كالقضاء علي التلوث وجلب الماء من بعيد وهو تسويق سياسي يعرف بوصلة الشعب
6- التميز في ممارسة السياسة بأخلاق النبلاء وفقه المصالح كما فعل معه جول حين تنحي عن رئاسة الوزراء
7- أنهم رجال عمل وإنجاز ولا يعرفون الوعود البراقة ( لن نكون مخادعين أبدا)
8- إسرائيل دولة إرهابية فكرا وممارسة عرضه كمفهوم قديم متجدد تعامل معه بحكمه في العرض ولم يفرغه من رفض العنف في إطار إنساني تجاه اليهود أنفسهم
رسائل سفرائه في الفيلم:
1- التركيز علي انتمائه لأخلاق الزمن الجميل والجذور البسيطة الأصيلة
2- الصاقه بالناس الصاقا منذ الصغروفي المدرسة وفي نشاته السياسية وسجنه وانجازاته وحتي خروجه عن عباءة أربكان وتأسيس حزبه الجديد وموقفه في دافوس كلها ربطوها بمصلحة الشعب الذي أحبه
3- النشأة الدينية وأثرها في تكوين الشخصية وهي محل هجوم علماني لكنهم وظفوها كنقطة قوة تحسب له
4- ابن مدرسة الكفاح الذي عاني الفقر وعاش معاناة البسطاء (كان يبيع الماء ليصرف علي تعليمه)
5- القيادة المبكرة والملازمة له فهو رئيس الشباب بالحزب من عمر 24 سنة ورئيس الحزب باسطنبول في عمر 29 لذا فهو مؤهل للقيادة مبكرا وخروجه عن أستاذه لم يمثل له تهديدا ولا تحديا ولكن هو إفراز طبيعي
6- إبراز مقومات نجاح حزبه في ثلاث مكامن قوة: نبض الناس ومتطلباتهم أولوية. تمكين الشباب والنساء في الحزب . مواقف شجاعة وجريئة تعبر عن طموحات الشعب وهويته
وأخيرا برعت الشبكة والمخرج في اختيار الأماكن والشخصيات والتوقيت الذي أذيع فيه الفيلم قبيل الانتخابات البرلمانية بأيام ليؤهل المشاهد العربي لاستقبال انتصار جديد للرجل وحزبه يتوقع المراقبون أن يكون الأبرز في تاريخه.
و الله ام استمتعت بمثل هذا الشريط الوثائقي ابدا
رجل و الرجال قليل ، بارك الله فيك و نفع به الأمة
شكرا على الفيديو ، سلام
السلام عليكم،
شكرا على الفيديو لقد فاتني البرنامج على الجزيرة فشاهدته هنا،رائع وفيه محطات كثيرة تثير الإعجاب. لفت نظري تسميته للسجن بالمدرسة اليوسفية، نسبةلنبي الله يوسف عليه السلام والذي قضى في السجن فترة من حياته.