ولماذا لا يصنع الرجل القطائف؟

يقال، الغربة تجعل من المرء خبيرا.. لكن الغربة جعلت مني خباز قطائف.

من بداية رمضان وأنا اتعذب لفراق القطائف . تلك الحلوى المحشوة بالجوز واللوز التي لا يسيل لعابك لطعمها، او رائحتها او شكلها او ملمسها فحسب؛ بل بمجرد النطق باسمها.. وكيف يعقل ان يتمم المسلم صيامه وافطاره بدون ان يتوجه ببضعة قطع من القطائف الشهية، اربع بعد الافطار، واربع بعد صلاة التراويح؟

في جنوب افريقيا حرم الناس من هذه النعمة الربانية التي متع الله بها قليلا من عباده، ولم يجتهد علماء المسلمين سامحهم الله في اعتبار القطائف سنة او واجب من متممات الصيام،  وقد كانت الحلوى التي يتبارى في صناعتها صانعوا الحلوى ويتنافسون في من يصنع أفضل قطائف للخليفة، ليقطفها بيديه ومعه يقطف صانعها اكياسا مثقلة بالدنانير الفضية.

لكن الامر ضاق علي ولم اعد احتمل هذا البعاد بيني وبين القطائف، فقررت ان اصنعها بنفسي، مع اني لست الخبير في هذه الامور، ولم تتجاوز مساهمتي في المطبخ منذ عرفته الا جلي طبقين او ثلاثة، كنت امنّ بها على زوجتي لشهور قادمة حتى لتكره الساعة التي طلبت فيها مني ان اساعدها.

وعلى كل، لم تصنع زوجتي العزيزة القطائف بنفسها من قبل، فقلت ليس لها الا أنا، وشمرت ساعدي واشتريت المقادير بعد ان ارشدتني اليها الاخت صاحبة مقطع الفيديو على اليوتيوب، وصنعت “عجينة القطائف” اولا، ومن ثم خبزتها، وحشوت بها خليط الجوز واللوز والزبدة والسكر، وتركناها في الفرن لتحمر وتنضج… وبالله هذه كانت اشهى قطائف اكلتها في حياتي

 

ملاحظة: زوجتي العزيزة ام كمال ساعدتني في الامور التقنية فقط، تشغيل الفرن، ومثل ذلك :)

 

وهذه صورة القطائف.. ولدي كمال يتلهف لتذوقها ويتحايل ليقطف شيئا منها لكني منعته حتى يحين موعد الافطار .. ليس لانه صائم بل لانه ما كان ليبقي لي شيئا منها