بسبب تطور وسائل الاتصال الحديثة بشكل سريع، ليس غريبا أنه بات يمكن للمرء الجلوس في بيته وادارة شركته عن بعد من خلال وسائل الاتصال التي تتيح له التواصل عبر الصوت والصورة مع موظفيه الآخرين وكأنه متواجد بينهم. ولذلك باتت تكثر الشركات الوهمية "الفرتوالية "(virtual business) ، ولا نقصد هنا الشركات "المزيفة" بل الشركات التي يتم تشغيلها وادارتها من خلال الانترنت ووسائل الاتصال الحديثة، دون وجود مبنى او مكاتب خاصة بالشركة، وعنوان "فيزيائي" محسوس يمكن التوجه إليه. ومن هذه الشركات مثلا شركات الدعاية والاعلام، شركات بناء المواقع، البيع والشراء والتجارة الالكترونية وتجارة الاسهم، شركات العلاقات العامة، والترجمة، وادارة المناقصات والمزادات، إلخ. وقد احببنا طرح السؤال على الجيل الشاب لمعرفة رأيه ومدى استعداده للتعامل مع مثل هذه الشركات. ونعرض فيما يلي آراء الشباب المشاركين في النقاش (الذي دار على الفيسبوك)، والتي تعكس بصورة ممتازة ايجابيات وسلبيات هذه الشركات والمصالح.
الخبير الاقتصادي وائل كريم (كفركنا) أكد أن "الموضوع متعلق بنوع الخدمة واستمراريتها، وتوقع أن إجابته "سوف تختلف بعد عدة سنوات فسوف يزيد عالمنا "فرتوالية" وتقل الحاجة الى عناوين وأماكن محسوسة".
أما المحامي مروان حمودة (البعينة) فقد بين جانبا قانونيا مهما في القضية وهو أنه في البلاد، لا يمكن ان تتكون شركه الا اذا كان عندها مكتب حقيقي تتلقى فيه البريد… "فيجب الانتباه لذلك وبالذات ان الاحتمال ببقاء هاذا الجسم التجاري للأمد البعيد هو قليل جدا".
المسعف رياض هبرات من عيادة الزهراء (كفركنا)بين موقفه من تجربته الشخصية، قائلا: انا لا اتعامل مع الشركة مع العنوان المحوسب فقط-فمثلا انا لا اشتري للعيادة اي اغراض عن طريق الانترنت او حتى التلفون وإنما افضّل الذهاب للشركة ورؤية العرض امامي.
طالب الطب ومرشد البسيخومتري مهند يونس (عرعرة) يربط الامر بنوعية الشركة والخدمة التي تقدمها قائلا أن ذلك "هو في النهاية العامل الأهم والذي سيفرض على المستهلك أن يعتبر وجود مكتب رئيسي للشركة على الأرض أمراً ضرورياً لا غنى عنه".
وفي حين تقول الطالبة أنوار كريّم أنها لا تثق في هذه الشركات ولا تتعامل معها، تقول الطالبة والمدوّنة صفاء خطيب (كفركنا): الإنترنت والتقنية باتت تحرك العالم الواقعي، ومواقع الإنترنت العالمية والمشهورة تلعب اليوم دوراً هاماً في صعود ونزول الأسهم المالية على أرض الواقع. ولذلك لا ضير ولا مشكلة من التعامل مع هكذا فئة .
الممثل المسرحي حسن طه (كابول): ذكرتني بقصة سيدنا ابراهيم عندما سأله ربّ العزة " أو لم تؤمن" اجاب سيدنا ابراهيم "بلى ولكن ليطمئن قلبي".. ونحن تطمئن قلوبنا عندما يكون هنالك مكتب محسوس :)
الطالب محمد محاجنة (ام الفحم) يرى أن اسعار مثل هذه الشركات ارخص…ويقول "أن اكبر مثال على الشركات الوهمية التي تبيع منتجات محسوسة هو موقع "الاي-باي". كما أن معظم المتاجر الالكترونية صاحبة المبيعات الاكبر فهم صينيون يقدمون خدمة ممتازة من دون اي كيان فيزيائي (من تجربة)"
الاستاذ غانم خطيب (كفركنا) يؤثر عدم التعامل مع هذه الشركات، قائلا: انا من الذين ينتمون إلى الجيل المحافظ .. فلذلك أثق أكثر بشركة لها كيان محسوس على أرض الواقع ، وعنوان معتمد .. فالأشخاص قد يتغيرون بسهولة .. وقد يزعمون أنه لا سلطة لديهم تتعلق بحل مشكلة ما قد تنبع ..
الطالب ومرشد البسيخومتري شادي محاميد (ام الفحم) يرى أن ثقة المستهلك بالشركة تتعزز عندما يكون هناك مكتب محسوس، ويضيف: "ذلك يتعلق بنوع الخدمة التي تقدمها الشركة ايضاً . فيمكن ان تكون مواد محسوسة اصلاً وحينها بالطبع تحتاج لمكتب محسوس. اما اذا كانت خدمة اخرى ليست محسوسة فبالامكان ان تكون فيرتوالية ".
السيدة سامية عكاوي أخصائية الطب البديل (كفركنا)، تقول: بالتأكيد تقل ثقتي بها (الشركات الوهمية-المحرر) .. أحياناً نتعامل مع شركات موجوده ولها عنوان ونتعرض لإحتيالات وربما تختفي فجأه كأنها لم تكن فما بالك بشركات بلا عنوان؟! لكن إن كان صاحب الشركة معروف وأهل للثقه وأهداف الشركة كذلك واضحه وخدماتها مطلوبة .. هنا يتغير الوضع ويصبح التعامل معها بحسب صفات صاحبها واحتياجات الفرد لها , وعلى صاحبها أن يجتهد في بناء ومد جسور ثقه بينه وبين الشريحة المستهدفة وبين شركته وخدماته وذلك عن طريق التعريف بشكل موسع بشخصه وشركته إعلامياً مع إظهار ونشر إنجازاته ونجاحاته وإعطاء محفزات
الطالب أمير عواودة (كفركنا): كمستخدم اشعر بانعدام الثقه … لكن من جهه اخرى علينا ان نأخذ بعين الاعتبار وتيرة التطوّر المتسارعة التي نشهدها ان كانت تكنولوجياً او معلوماتياً او استهلاكياً . اضف الى ذلك الاسس التي اقيم عليها النظام النقدي الربوي الذي يدير حياتنا تحتّم على النظام وبالتالي الافراد ان يتبنّوا ويتقبّلوا طريقة عمل مثل هذه الشركات …
الطالب باسل اغبارية (ام الفحم): يرى ان عدم وجود مقر للشركة قد يضعف ثقة الزبائن بها، ويقترح لذلك حلا هو إيجاد طريقة تعطي ضمانا للمستهلكين بمصداقية الشركة.
مهندس الحواسيب غازي زريقي (كفركنا) قال: لن يكون عندي اي مشكله بالتعامل مع نوع كهذا من الشركات اذا كان لها رصيد من المصداقية.
أما معاذ خطيب (مُعد التقرير وصاحب السؤال) فيقول:
الأمر فعلا يبعث على إضعاف الثقة بالشركة، لأنه لا يوجد عنوان يمكن التوجه له اذا تطلب بالأمر ذلك لكن خدمات الشركات الوهمية من ناحية أخرى أسرع وعادة أقل تكلفة من الشركات عادية.. وهذا مرده لعوامل كثيرة منها أن الشركة الفرتوالية لا تدفع اجرة مكاتب، ولا اجرة كهرباء، ولا "ارونا" ولا مواصلات، ولا يحتاج موظفوها للسفر ساعة او ساعتين مثلا يوميا (وهذا الوقت الضائع يضاف للوقت المتاح للعمل). فالأمر يتعلق فعلا بنوعية الخدمة ومصداقية الشركة التي يمكن بناؤها بتقديم خدمات ممتازة ترفع ثقة الزبائن فيها، وذلك يكون خير "دعاية" للوصول لزبائن جدد.
معاذ طيب
الراصد: www.al-rasid.com