شاركت كغيري من الآلاف من ابناء الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني عشرات المرات في “أيام النفير” ، وهي الأيام التي كان يتم الاعلان فيها ان يهودا سيقتحمون المسجد الاقصى، وفي إثر ذلك كانت حركتنا الاسلامية المباركة ورئيسها الشيخ رائد صلاح يدعون المسلمين في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 للتوجه للاقصى في ذاك اليوم والصلاة فيه والتواجد فيه اطول فترة ممكنة. وكانت الحركة تجند لذلك عشرات وأحيانا مئات الحافلات لنقل المسلمين رجالا ونساء، شيوخا واطفال، طلابا وعمالا الى الأقصى لحمايته والذود عنه.
وبطبيعة الحال، كانت تلك الايام عادة ما تتطور الاحداث فيها لاحداث اعتداء من قبل شرطة الاحتلال بالهراوات والخيول والكلاب البوليسية والقنابل والغازات السامة، على وفود المصلين الذين كانوا يتجمعون على ابواب الاقصى بعد ان يتم منعهم من الدخول بحجج مختلفة.
من كان يتواجد كثيرا ويشارك في تلك الانتفاضات اليومية، كان يعي خبث الشرطة ومكائدها وطرق عملها.
من تجربتي المتواضعة، سلوك الشرطة الاسرائيلية أمس الأحد كان مريبا جدا وهو جزء من خطة ماكرة. للأسف الشديد لم اتمكن من المشاركة بالرباط في الأقصى اليوم، وقد كتبت على الفيسبوك ما يلي:
صور الاخوة الذين رابطوا اليوم في الأقصى تغمر الفيسبوك وأنا لست بينهم.. لم أحزن منذ سافرت كما حزنت اليوم.. ولم أتمن القدرة على العودة فورا لبلادي المقدسة كما تمنيتها اليوم
أمس الأحد اعلن عدد من اعضاء الكنيست الذين يعتبرون “متطرفين” (وكلهم متطرفون في نظرنا) عن عزمهم اقتحام المسجد الاقصى بجماعاتهم “تأكيدا على سيادتهم على الاقصى ، وأن الهيكل سوف يبنى على أنقاضه”، كما اعلنوا.
لم تقم الشرطة بمنع المصلين من دخول المسجد الاقصى، بل قدمت كل التسهيلات لهم، وكان التواجد الأمني على بوابات الاقصى وفي محيطه أخف بكثير حتى من الأيام العادية كما أفاد اصدقائي من الصحافيين الذين تواجدوا هناك. لم تكن هناك اي قيود ولا تحديد للعمر او الجيل او الشكل كما يحدث دائما. ابواب الاقصى فتحت ودخل المصلون، وقد اعلنت الشرطة انها لن تسمح للمتطرفين اليهود بدخول الأقصى. وكما قال صديقي أنس:
ةلم يكن تواجدا للشرطة ، حتى أقل مما هو عليه الحال في الايام العادية . لا على البوابات الخارجية مثل باب العامود والزاهرة والاسباط ، وغابت المتاريس البلاستيكية والحواجز الحديدية ، لم يحدد الجيل ، دخل الجميع خلافا لما هو متعارف عليه ، منع السياح من الدخول وهم في العادة يملؤون باحات الاقصى . طلبت الهويات فقط ، باحات الاقصى خالية من رجال الشرطة علما اني كنت في الاسبوعين الماضيين هناك .. وكانت الشرطة والمخابرات تتجول في المكان ، اليوم انعدموا بتاتا ..
لم تعلن الشرطة الاسرائيلية امرا كهذا من قبل ابدا، حتى في الأيام التي كانت المواجهات فيها تستعر لدى محاولة مستوطنين يهود الدخول. كانت اعداد المصلين بالآلاف في تلك الايام، وكان مثله عدد افراد الشرطة الخاصة التي تحضر لقمع من جاءوا للصلاة في مسجدهم، وتمنعهم من دخول حتى اسوار بلدة القدس القديمة.
ماذا تغير منذ آخر يوم نفير وما تضمنه من مواجهات شرسة قبل بضع سنوات، وبين يوم نفير أمس؟
الثورات العربية. ماذا أيضا؟ ادوات التواصل الاجتماعية، فيسبوك وتويتر وغيرها من وسائل الاعلام الفورية المتوفرة للجميع.
لماذا إذا؟
لا شك انها خطوة لجسّ النبض. الشرطة الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية التي تحرّكها ليست غبية. هي واعية للمخاطر، وواعية لما قد تؤول اليه الامور. وكان لا بد من اجراء فحص يكشف مدى تأثر فلسطينيي الداخل واهل القدس بالثورات العربية. هل ألهمتهم، هل عززت روح الصمود فيهم، وهل علمتهم الدروس؟
كنت اتابع الامور على احر من الجمر، أتلقف أي خبر عن الوضع في أرض الرباط. لجأت للفيسبوك لأن المواقع الاخبارية العربية تنام في الليل، بينما لا ينام الفيسبوكيون والتويتريون. عدد من “شبكات الرصد الاخبارية” الفلسطينية في فيسبوك تناقلت اخبار اقتحام الاقصى ووجود اشتباكات عنيفة مع المصلين، وأن الوضع خطير جدا. تبين أن الأمر فريّة كبرى. كان عار عن الصحة تماما. كانت الامور هادئة جدا بصورة مريبة. كان الامر كذبة. لماذا؟ في مصلحة من؟
فشلنا في الاختبار الأول. فشبكات الرصد إياها، تنقل في معظمها الاخبار من مواقع اخبارية ومصادر غير مهنية وقليل منها تعتمد فعليا على مراسلين في أرض الحدث. بعد قليل تم نفي الخبر، وتم نشر خبر مضاد يفيد انه لا توجد اي اشتباكات، بل أن (العدد القليل من) القوات الاسرائيلية انسحبت ودخل المصلون جميعا المسجد. وعليه فمصداقية وكالات الانباء الفيسبوكية قد ضربت، وقد رأيت عددا كبيرا من الشتائم الأدبية تكال لمدراء تلك الصفحات الرصدية بسبب بثهم اخبار متضاربة.
لكن بعد نشر تأكيد عدم وجود اي “شيء” وان الامور هادئة وان اليهود لم يدخلوا وان المصلين كلهم في الداخل، فإن أكثر ما اقلقني هو ردود من نوع “يعني الحمد لله فش إشي”.
لماذا؟ تعرفون جميعا قصة الراعي والذئب، الراعي الذي كذب عن هجوم ذئب عليه وخدع اهل القرية مرتين وثلاث، حتى جاء الذئب فعلا وافترس قطيعه بعد ان لم يلبي أهل قريته نداءاته ظنا انه يكذب كالعادة. قد يكون هذا ما حصل اليوم: الذئاب تهدد بدخول الاقصى، يصيح الراعي مستنجدا .. يهب اهل القرية لنجدة الأقصى ، لكن الذئب لا يظهر وكل الامور على ما يرام. وليس الراعي كاذبا، بل هو صادق. لكن هل يفهم اهل القرية أن عليهم مواصلة تلبية نداء الراعي كلما استغاثهم حتى لو تبين ان ليس هناك أي خطر، أم يخذلوه؟؟ على أهلنا في الداخل الفلسطيني أن يفهموا هذه النقطة جيدا، وهو ما اتفق معي فيه اخي العزيز أنس غنايم الذي تواجد هناك وشاهد تطورات الامور. فهل نفضل في هذا الاختبار الثاني؟
المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية استفادت جدا من ما حصل. ليس أفضل من هذه الفرصة لجس النبض وفحص ما يمكن للفلسطينيين في الداخل تقديمه. فهل كان مستوى التجاوب مع نداءات الاقصى كفيلا بأن يردع الاحتلال عن الاقدام على أي تصعيد قد يكون خطيرا جدا في المستقبل القريب؟ هل نجح الفلسطينيون ومنهم اهل القدس بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي بأفضل طريقة لضمان وصول المعلومة الصحيحة في الوقت العاجل والحاسم، واستعمالها لتجنيد اكبر عدد من المرابطين في الأقصى؟؟ وهل تم استغلال وسائل التواصل الالكترونية تلك كما يجب في الاعلام عما يدور ساعة بساعة، بما يضمن خلق تيار ضاغط ومؤثر وقت الحاجة؟؟
الاجابات عن الاسئلة لا تدعوني للتفاؤل. إذا علينا التفكير للأمام، وتدارك الامور قبل فوات الأوان.
ارجو اعادة نشر المقالة للاهمية. المقالات أدناه قد تهمك أيضا
تعديل: اضافة قيّمة من الاخت يقين القدس:
إن الأوضاع المتوالية والتغيرات السياسية هذه الفترة في المنطقة ارى انّها تعدّت مسألة جسّ النبض! او الثورات الحرّة ! او حتى المؤامرات الغربية! وتفلّتت الامور من نطاق السيطرة سواء السياسية او العسكرية او حتى التوافقية الشعبية! واختلطت الامور سواء بتأثر الشعب من الثورات او تأثر الحكومة الاسرائيلية من الحكومات الجديدة والتخبط بالمواقف وفقا لمصيرها المستقبلي! وتحاول استغلال انشغال الشعوب لتحظى ب “مزيد من الوقت ” و”تفشي اوسع” ليكون اقتلاع استيطانها أصعب! ولفلسطينيي الداخل دورٌ فيما يحصل! (سلبي وداعم لهم) ! وهذا في عدة نقاط
الاولى: هي دور الإعلام! “الفاشل” وتفشي الاعلام الحرّ الشبابي الذي يقوم بدوره بشكل عكسي بعكس ما يهدف له!، ففي ظل التغييب للقضية والاهتمام بها في وسائل الإعلام “الرسمية” يلجأ كلٌّ ليؤدي دور الصحفي ! والباحث عن الخبر! فتنعدم المهنية والمصداقية وتضيع الحقيقة بين “كوم البهارات” التي تتداول بتناقل الخبر من شخص لاخر وتهويله حتى تتضخم الامور! وتظهر على الساحة الاعلامية بميدان التواصل الاجتماعي كأن الحرب قد قامت! تستنهض الهمم وتنفر الجموع! لتكتشف ان “ضخامة الحدث” أقل بكثير مما صورته هذه الاخبار ! وهذه نقطة لصالح الاحتلال! بجعل الاعلام مثل الابرة التي تنفس عن بالون الكبت! فقبيل حصول الحدث تكون الهمم قد خفتت! وحين “يجد الجدّ” لا يجد الشعب الحافز الذي يشجعه لأن يهبّ لنصرة الاقصى ويقوم بدوره.
أما الثانية: فهي تغييب الوعي الحقيقي لأهميّة الاقصى لدى الجيل سواء من سبقنا ! حتى الجيل الجديد الا من رحم ربي…!
جيلٌ قد ملَّ مد وجزر ست عقود ومناورات ومكابدات وعناء! حتى ضاع معنى القضية الحقيقي في المماطلة! وجيل اخر يراها انها من توارث الاباء وأمر قائم وواقع لا يتغير ! الا بمعجزات بعد قرون! ف يعيش حياته ل”يمرق العمر”! وانه لن يغير شيئا! مما غيّب الوجود العربي بالداخل عن الساحة بصورة ” اساسية” وأنها من اساسيات الحياة! >> طبعا بفتن وملهيات وتسهيلات او تعسيرات من الاحتلال حتى ينشغل عن قضية وجوده الاساسية! وظهور اساليب ال”نضال” الغير سليمة وبالمساق الغير صحيح! مما شتت الشعب وضيّعه! وهو عامل اخر من عوامل دعم الاحتلال وتسهيل الطريق له نحو الأقصى!!
الكلام عن القضية لا تحدّه مقالة ولا تعليق ولا حتى مجلّدات….. والإطاله لا بد منها ! ومرغمة…..
والاحداث بالاقصى ! هي أول المسير فقط! ما لم تغسل العقول ويصبح الاقصى ليس مجرّد مكان شد رحال يوم اسبوعيا او مناسبات انما جوهري في العقول والقلوب! التي ستلبي النداء ولو كل يوم! دون كلل او اثباط همم او خمول …
من خلال تواجدنا البارحة تبين لنا ان شرطة اسرائيل كسبت مكسبا واحدا وخسرت العديد ، (1)حيث انها فشلت في السماح لاعضاء حزب الليكود من دخول الأقصى (2) لم يكن لها اي سيطرة في باحات المسجد الأقصى (3) رجال الشرطة لم ينتشروا كعادتهم في الساحات (4) عدم دخول سياح أو يهود ، وغيرها من الخسارات اما المكسب الوحيد فهو كما أسلفت في مقالك ان الشرطة استطاعت جس نبض الشارع المقدسي والداخل الفلسطيني في حال حدث أمر في المسجد الأقصى.
اخي احمد.. الشرطة كان بمقدورها السماح لهم بالدخول .. قبل ذلك كانت جماهير اكبر بكثير من المصلين، ومع ذلك لم تهتم الشرطة وكانت تقمعهم بالحديد والنار. لو ارادت لأدخلتهم خاصة وان الحضور كما تعلم لم يكن كبيرا ! وطبعا كان بمقدورها الانتشار والسيطرة كالعادة.. هل انت حقا مؤمن ان الشرطة كانت قاصرة عن منع اي كان من الدخول وان المصلين فرضوا ارادتهم ؟؟؟
اذا كان هذا الموقع يخص حماس ليس لي الشرف الانتساب اليكم فانتم اصبحتوا اخطر من اي عدو لان اسماعيل هنية وضع يده مع اكبر عدو للمسلمين السرطان الاسود ايران الفرس ايران المجوس ايران القتل ايران الدمار ايران حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم اسماعيل واعوانة باعوا المسلمين والاسلام لى الفرس اذا صحيح في مسلمين يتقوا الله عزوجل توبوا الله عزوجل وطردوا الايرانين من غزة وهدوا معابد النار التي بنيت تحت مسمى حسينية لا تشتروا بالدين الله عزوجل والمسلمين ثمنا بخس
أخي اولا ما علاقة حماس بالقضية المطروحة أعلاه؟ هو يعني كل من يكتب انتصارا للأقصى بصير حماس؟ هذا من ناحية، من ناحية ثانية، يعني حماس صارت الآن اخطر من الاحتلال؟ صل على النبي
اتفق معك معاذ 100%
اللهم لا تحعلنا ممن قلت في كتابك فيهم إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ … اللهم لا تؤاخذني بتقصيري تجاه المسجد الاقصى المبارك اللهم اجعله شامخا عزيزا الى يوم الدين
بارك الله فيك اخ معاذ
نفس التفكير أخي معاذ .. اعتقد أن ما حصل بالأمس هو جس نبض الشارع الفلسطيني (الداخل الفلسطيني , القدس , الضفة) والهدف من وراء السماح لجميع المرابطين بالدخول للأقصى دون تحديد العمر من وجهة نظري الشخصية والله أعلم هو معرفة العدد الذي سيلبي النداء نصرة للأقصى ومعرفة الجيل (العمر) الذي سيحضر إن كان من الشباب وكم عددهم بالتقريب وإن كان من الكبار في السن كم عددهم أيضاً .
وبموجب هذه المعطيات (أعداد المرابطين وأعمارهم) سيتمكنوا من وضع خطة ملائمة وسهلة لكيفية الاقتحام . لذلك علينا الانتباه لمثل هذه الخدع والتواجد بشكل يومي في الأقصى وبالذات بأيام النفير بأعداد كبيرة لإفشال خططهم الماكرة .
بارك الله فيك اخي محمود. كلام سليم واضافة قيّمة. هم متخوفون.. وأخشى ان لا نكون نحن على مستوى الحدث.. اعرف انك تفهمني
حماس والجهاد الاسلامي هذة الحركتين انكشف كل شيء تهروا من العدو الاسرائيلي تحتموا في المنافقين حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم تحملوا الامة هم فوق هم اليهود هم الفرس سوف ينتقم الله عزوجل منكم اذا لم تتوبوا الى الله عزوجل وتكونوا مثل المنافقين قال سبحانه: ﴿أوْ كَصَيّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالكَافِرِينَ * يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أضَاءَ لَهُمْ مَشَوا فِيهِ وَإذَا أظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأبْصَارِهِمْ إنَّ اللهَ عَلَى كُلّ شَىْءٍ قَدِير ﴾.(1)