استجمعت قواي العقلية وقررت. سأقلع عن الحشيش لبضعة أيام.
بصراحة لم يكن الامر حقا اختياريا بالكامل بل فعلته مكرها بسبب الضغوط. ومع ذلك فهذا لا يقلل من شأنه، فالأمر ليس سهلا أبدا، خاصة بعد إدمان اكثر من سنتين!
…
قمت بتجميد حسابي الفيسبوكي. في اليوم التالي استيقظت لاول مرة من فترة طويلة دون هاجس التفكير بـِ "ترى كم شخص تفاعل مع ستاتوسي الاخير"..او "ترى بماذا رد عبد الفتاح (اسم وهمي) على الرد الناري الذي أحسب انني افحمته به ليلة أمس؟" …
" ترى كم شخص اعاد نشر (شير) مقالتي الاخيرة حول طريقة تجنب الرفسات العشوائية من بعض الكائنات الفيسبوكية التي باتت تجد مرتعا واسعا لها في العالم الازرق"..
اليوم انا مرتاح البال، وليس منبع الامر اني ساتخلص من كل تلك الهواجس النابعة من نشاطي الفيسبوكي فحسب، بل انني سأجد ايضا 5 ساعات على الاقل سأستثمرها في فعل شيء…. مفيد !
لا اقول ان الفيسبوك غير مفيد. فيه ما يفيد طبعا، مثل انك تكتشف مدى الزيف الذي يعتري بعض المخلوقات الفيسبوكية التي تظنها ستؤسس مذهبا إسلاميا خامسا من فرط ايمانها الظاهر، وهي في الحقيقة افاعي ماكرة تبث سمومها هنا وهناك في شقوق جدرانها التي لا تراها انت.
هناك فوائد، لكنها دون شك أقل منزلة وقيمة بكثير من دقيقة واحدة يمكن ان تستثمرها في قراءة كتاب ادبي او سياسي او فلسفي او ديني ..
خلال اسبوع جمّدت فيه حسابي الفيسبوكي، عدت لممارسة هواياتي المحببة مثل الرياضة، والقراءة، ….. والدراسة، ومنحت ابني كمال وقتا اطول بحوالي ساعة مما كنت امنحه قبلا.
شعرت خلال هذا الاسبوع بقيمة الوقت. وشعرت بفداحة الخسارة حين ابدد الوقت في طرش الستاتوسات وتطريز اللايكات والرد على الرسائل، واشباع فضولي لمعرفة التاريخ المفصل والسيرة الذاتية الحياتية لكل من يقوم باضافتي.. ناهيك عن قضاء ما لا يقل عن ساعة يوميا في حذف نفسي من مجموعات يتم اقحامي فيها قسرا ورغم أنفي دون مراعاة لمشاعر حسابي المثقل بالنوتيفيكيشنات التي ، وللأسف الشديد، تتعدى نسبة الغثاء فيها الخمسين بالمئة. فمرة تتم دعوتي لحضور حفلة في جينيف، وأنا قابع في ورشة الحدادة.
ومرة تتم دعوتي للمشاركة في جني محاصيل "المزرعة السعيدة" التي صرت بسببها من اتعس التعساء لكثرة ما اتلقاه من دعوات حولها.. يا ناس انا فلاح من العزير صحيح، بس المزرعة السعيدة ليست كزراعة الملفوف في سهل البطوف !
وأما ال Tag التي امضي في ازالتها ورفضها اكثر من نصف سنة ضوئية كل يوم، فحدّث ولا حرج.
صديق يضع صورة غرفة الحمام في بيته الجديد ويضع لي "Tag" فيها.. طب يا اخي …… !؟؟
حين تجمد حساب الفيسبوك ستنسى كل تلك الهموم.
عود نفسك على تجميده كلما لاحظت انك تهدر الوقت فيه.
غلّفه بكيس بلاستيكي من الاكياس التي تحفظ فيها امك طبخات الدوالي (اوراق العنب) كي لا تنال منه الرطوبة ويتعفن (اكثر مما هو متعفن)، واتركه في الثلاجة لثلاثة ايام فقط.
سترى ان الامر سيكون رائعا.
ثم جمّده لمدة 5 ايام، ثم اسبوع، ثم اكثر.
بعد ذلك ستتعود وسيكون من السهل ان تفطم نفسك وتتجنب الادمان على هذا الحشيش الأزرق النّتن.
* مقالة ضيفة نشرت في مدونة "عمريّات" للاخ عمر ابو صيام ضمن اسبوع الاضراب الفيسبوكي ، وهو مشروع رائع انصح الجميع بالمشاركة فيه : )
معاذ خطيب ( الراصد)
بِـهــذا أكـون قد تأكـدتُ من قـرارٍ اتـخذتـه قبـل مدة ! :)
لَم أمتلك يَـوما حسابًا في الفـيسـبوك ، ذلكَ لأنني إلى الآن لم أجد إجابة مقنعة على سؤالي : " لماذا يتوجب عليّ أن أملكَ حسسابًا في الفيسبوك ؟ " …
حاولَ البعضُ إقناعي بأهميته وإفادته وفي كلِّ مرة أزاد يَقينا بقراري ، وصفني البعض بالتأخر والرجعية ، والبعض الآخر بالإنطوائية والقائمة تطول …
ببساطة لا أحب العالم الإفتراضي ، في الخارج ها هنا عالم حقيقي تكثر فيه الأقنعة لكنها سرعان ما تسقط … لكن " هناك " يستطيب للبعض تقمص الشخصيات التي لا تستطيع الحكم عليها … فتصبح الثقة موضع شك مرَضِيّ أو تكونُ مفرطة حتى تنكسر فتحدث إعصارًا لا حياةَ بعده . كما أن تعابير الوجوه تختفي خلف " السمايلات " … ونبرة الصوت تضيع في متاهات الكلمات ، فتصعب لغة الخطاب ! … لا أحب هذا النوعَ من التواصل ! أفضل سماعَ الضحكات والسلام بالنبرات .. كما أن الأمورَ قد تفسر بطريقة خاطئة فقط بسبب خطأ في فهم المقروء أو حتى خطأ مطبعي بسيط غير مقصود .
كي أكون صادقة راودتني نفسي مرة ، وكان ذلك وقت الثورة المصرية ، حيث انتابني الفضول حول ماهية هذا العالم ، لكن تلك الفترة كانت من أصعب الفترات في حياتي – كنت حينها في الصف الحادي عشر مع حفلة بسيخومتري ومتاهة لا تنتهي من " البجاريت " حيث طغت الدراسة على كل أمر آخر – وتأجل الأمر حتى سقط عن قائمة أولوياتي والحمد لله .
أمر آخر ( إعذرني آخي فقد طال مروري هُنا ) عايشت بنفسي عدة مشكلات معقدة كانت شرارتها في الفيسبوك لذلك يبقى بيني وبين هذا العالم الإفتراضي هوة لا أستطيع ردمها …
تقبل مروري ، وأعتذر لطول ردي …
شكرا لك اختي لمرورك الرائع جدا. بالعكس افضّل التعقيبات الطويلة التي توفي الموضوع حقه في النقاش. اتفق مع معظم ما قلته ان لم يكن كله، وخاصة ان الفيسبوك ملهاة كبرى. وأود ان تشاركينا بما تعرفيته او ما اطلعت عليه من مشاكل سببها الفيسبوك، ونشكرك لذلك بحرارة.. وقد نقوم بنشرها لاحقا باسمك ان شاء الله بكل فخر
حسنا ، مفارقة عجيبة هي هذه … قبل عدة ساعات من الآن ، هاتفي يرن ومشكلة جديدة … !
إنتحال شخصية إحدى الصديقات على الفيسبوك … !
اتصلت بي إحداهن ، تقول : ياسمين … انتحل أحدهم شخصيتي على الفيسبوك ، ويقوم – باسمي – بنشر تعليقات وصور تخدش الحياء في بعضها ، أخبري معارِفك بهذا وبأن هذا الحساب ليس لي ورجاء ليقوموا ب " إبلاغ – report " ( إذا سمعتها صح ! ) وكان لها ذلك …
حسنا هناك تفاصيل حذفتها ، كشخصية هذه الفتاة ، ولماذا هي بالذات من تم انتحال حسابها . فهناك اسباب أكبر من أن أذكرها هنا ، ولكن ببساطة كانت هذه الفتاة تعيش الدنيا كما هي ، غير آبهةٍ بمخاطرها ووحوشها تقوم بفعل " السبعة وذمتها " كما يقولون ، وعلى قولة الدكتور أمجد قورشة " والثمانية وبنت خالتها " فلم تترك شابا إلا حادثته على " الفيسبوك " بصفة " مهو زي أخوي "…. إلى أن هداها الله ، فعادت إلينا كما لم نعهدها من قبل وتركت من تركت … وكانت النتيجة كما ذكرت ( إنتحال احد " اخوانها " لشخصها في الفيسبوك ) ، بعد هذه الحادثة أغلق والديها الباب عليها وأغلقت هي ابواب قلبها، لا تجيب إلى الآن على هاتفها ، كان عقابها شديدا – أقصد عقابها لنفسها – ، ربما تقولون " بتستاهل فالجزاء من جنس العمل " ، حسنا لكني أقول ألا يكون هذا العمل أصعب لولا وجود الفيسبوك ؟! ، فقد يسر لها الفيسبوك فعل ذلك … لا أقول إن الخطأ في " الفيسبوك " ، إنما الخطأ بطريقة استعماله ! ، فحسب قناعتي الشخصية " הכל תלוי בי " ( آسفة لاستعمال العبرية ) .
مشكلة كبيرة أخرى حصلت بين صديقتين عزيزتين ، جمعت الصداقة قلبيهما منذ سنين ، وافترقتا في يوم . كالعادة تحدث مشادة كلامية بسيطة بين الصديقتين – اختلاف في وجهات النظر في موضوع أقل ما يقال عنه أنه تافه – ، وتنتهي هذه المشادة بالكلمة المعهودة " حصل خير " … تعود الصديقات معا كلٌ إلى بيتها وكلٌ إلى فيسبوكها … تكتب إحداهما " status " ( إذا لم تخني ذاكرتي فهذه هي الكلمة ) ، دقائق معدودة ، ولا تلبث صديقتها إلا أن بعثت بردٍ ناريّ ، تخلط فيه الحابل بالنابل ، وتتهم صديقتها " بالمواجهة غير المباشرة " : " لو إلك عين بتحكي قدامي مش بتقعدي تتفلسفي على صفحات الفيسبوك " ، لا أعلم حقا ماذا كتبت تلك في هذا الـ " status " لكنها أقسمت لي أنها لم تكتب ما يسيء أو يمس شخصا بعينه … لا أعلم كيف تطور الأمر … لكنهما الآن مجرد زميلات – استمرت فترة المقاطعة بينهما لعدة أشهر لا تكلم احداهما الأخرى ، إلى أن أصلحتُ ذات البين ( الإصلاح هنا : هو رد السلام فقط ) – ، هذه الحادثة أثرت فيَّ كثيرا ، لنقل أنه لا يوجد فيسبوك … كانت صداقتهما ستتوطد أكثر !
كلُّ ذلك إضافة لكوني إنسانة تكره المخاطرة في أمر ترى سلبياته أكثر من إيجابياته يجعلني أقف جانبًا بعيدا عن ذاك العالم الافتراضي ( حاسة حالي في أبطال الديجيتال :) ) ، الذي بات يلعب في العالم الحقيقي دورا أكبر من دوره !
بالتالي هذا رأي شخصي ، قابل للتفنيد كما أنه قابل للتغيير ! .
بارك الله فيك اختي.. واشكرك بحرارة لتفضلك بالوقت والجهد لسرد هذه الحوادث. سوف اقوم بنشرها تباعا من خلال حسابي الفيسبوكي ان شاء الله. اشكرك مجددا وارجو ان تظلي متابعة للراصد :)
لا داعي للشكر أخي ، سُعدتُ لذلك ! ولكن رجائي الحار أن تَقوم َ بحذف اسمي من الموضوع وذلكَ لحساسيته ، شاكرة لكَ ذلك ، واعذرني لانقطاعي ، فالإمتحانات لا تسمحُ لي حتى بالتّنفس ، أدعوا لي اخوتي بالتميُّز ….
وفقكم الله ورعاكم ، !
انا ايضا تركته (لكن ليس تدريجياً…وانما مباشرتاً بدون وداع) والان انا اداوم على قراة الكتب المفيدة والدخول على المواقع انكليزية وعربية لتطوير ذاتي.
ما اود قوله "الغاء حسابك بالفيس ="استبدال" الفيس ب"تطوير هواياتك"
بالتوفيق :)