تنبيه شديد اللهجة: هذه المقالة ناطقة باسمي أنا وحدي، ولا تعبر بالضرورة عن موقف أي كائن فضائي مشترك باي مؤامرة كونية ضد أي من قوى الممانعة في العالم. انتهى.
كل العالم العربي، والاسلامي، وقبائل الزولو وأدغال البرازيل، والقوى السياسية الفلسطينية على الاطلاق، ما عدا فتح، استنكرت تصريحات “الرئيس الفلسطيني” محمود عباس التي اطلقها مؤخرا وكانت بمثابة انحدار خطير آخر باتجاه تنازلات جديدة وتفريط بالأرض العربية الفلسطينية التي ظن عباس انها ملكه وملك ابنائه.
ماذا قال عباس؟
قال عباس انه “ما دام رئيسا، لن تحدث هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة أبدا” متناسيا أن الانتفاضة الاولى والثانية ما كانت إلا انتفاضة ما تبقى من كرامة وشرف ووطنية لدى الفلسطينيين. إنها في نظر عباس جريمة وإرهاب ودموية يجب وأدها، ولذلك “ما دام رئيسا لن تحدث اي انتفاضة أخرى”.
وقال ان “صفد وعكا واللد والرملة ليست اراض فلسطينية انما هي جزء من اسرائيل”، وأنه “رغم كونه لاجئا من صفد، يحب ان يزور صفد، لكن ليس له الحق في أن يعيش فيها”. وقد رد عليه الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية بتهكم وسخرية قائلا “لا مشكلة، فليأت ويسعدنا أن نُريه صفد”. مقطع الفيديو أدناه يبين ما قاله بنفسه.
الفيديو- جزء من مقابلة عباس مع القناة الاسرائيلية
وليس موضوع رصدي القصير هذا ما قاله ابو مازن، فموقفه الخياني معروف، لولاه ما كان ليُنصّب أصلا كرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية، سلطة التنازل والعمالة. الموضوع هو موقف الحزب الشيوعي وابنته، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
- كيف تعاطت الجبهة والحزب الشيوعي مع تصريحات عباس؟
كانت مهمة لي مطالعة موقف الحزب والجبهة من تصريحات ابو مازن، وراقبت الموقع الرسمي لهما من اليوم الذي اطلقت فيه التصريحات، وانتظرت اسبوعا كاملا كي لا اظلمهم، وقلت قد يصدر غداً خبر او بيان او تصريح، أو اي شيء يستنكر او يُنكر او حتى يعلق على كلام ابو مازن بصورة نقدية.
كل الحركات والاحزاب السياسية علقت على الموضوع. الحركة الاسلامية اصدرت بياناً استنكر بشدة كلام عباس؛ التجمّع لم يصدروا بيانا رسميا يستنكر التصريحات، لكن كان واضحا من تغطية موقعهم الرسمي، وتفاعل التجمعيين مع القضية، انهم معارضون له أيضا. أما الجبهة والجبهويون فلم يعلّقوا باي شيء.
الصورة تُظهر نتائج البحث عن كلمة “عباس” في موقع الجبهة، وهذه عناوين كل ما نُشر حول “عباس” وكما ترون لا يوجد اي بيان رسمي او غير رسمي يستنكر اقواله، بل على العكس تماما !!
- لماذا ؟ ما هو سر توافق الجبهة والحزب الشيوعي مع مواقف محمود عباس؟
معلوم أن المواقف السياسية للجبهة والحزب الشيوعي تتساوق وتتناغم بصورة ملفتة للانتباه مع مواقف عباس. بل إنهم يروجون لنفس ما يروج له عباس- سياسة التنازل تلو التنازل بدعوى التسليم بالأمر الواقع.
انظروا لهذا الكلام (المظلل بالأصفر) الذي قاله احد الشيوعيين تعقيبا على هذا الخبر، في موقع الجبهة والحزب، والذي يقول فيه صراحة انهم كشيوعيون يقولون نفس ما يقوله “القائد محمود عباس”، ويروجون له، ويعتبرون حق العودة مجرد “حديث عاطفي ليس له مكان في قاموس السياسة” !!!!! ثم يقول انه “لمن لا يعلم، للحزب الشيوعي باع طويل في بلورة وصقل موقف القيادة الفلسطينية” والسؤال، أي مواقف؟ اوسلو ؟ كامب ديفيد؟ الاتفاقيات الأمنية التي بموجبها يحق للاحتلال خطف الطفل الفلسطيني من غرفة نومه وإرهاب اخوته بعد منتصف الليل؟
انظروا لما تم تظليله بالأصفر
- ليس الأمر تأييدا فكرياً فحسب!
وهو نفس الموقف تماما من زيارة أمير قطر الأخيرة لغزة، لم يترك له الرفاق الجبهويون والشيوعيون شتيمة إلا وقالوها، بانسجام منقطع النظير مع موقف سلطة أبو مازن وحركة فتح التي أدان قادتها الزيارة نفسها، وشتموه بأقذع الشتائم وأوسخها، وكلنا يعرف الزعرنة الفتحاوية، وذلك لمجرد أن امير قطر ذهب بالأموال لاهل غزة، ولم يذهب بها لجيوب ابو مازن ورفاقه !
وهل تعلم أن الجبهة تمنع انصارها حتى من إطلاق شعارات وتصريحات مناوئة لسياسة محمود عباس الانبطاحية التنازلية الخيانية ؟؟ هذا ليس كلامي، هذا كلام خليل حداد احد قادة الحزب الشيوعي الذين استقالوا مؤخرا من الحزب، وهذه بعض من الاسباب التي عزا إليها استقالته من الحزب، صورتها من بيان استقالته الذي نشر في موقع العرب في 10 آذار 2011.
اقرأوا ما ظُلل بالأصفر
ولا أنسى الزيارة التاريخية التي قام بها قادة الجبهة والحزب الشيوعي لياسر عبد ربه وأبو مازن بعد أيام قليلة من تصريحات عبد ربه بشأن استعداد السلطة الفلسطينية للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية!! والخبر هنا.
حزب عربي أم حزب اسرائيلي ؟
أخيرا، الجبهة والحزب الشيوعي دائما ما يرددون انهم ضد تجنيد العرب في جيش الاحتلال، والحقيقة أن افعالهم تتطابق فعلا مع ذلك، بغض النظر عن المنطلق، اهو منطلق وطني خالص ام ايديولوجي متعلق بالصهيونية والامبريالية وحقوق العمال. لكني اريد شيوعيا يشرح لي ويقنعني، كيف ترفضون ان يخدم العرب في جيش اسرائيل وانتم تسمون انفسكم “الحزب الشيوعي الاسرائيلي” ؟؟؟ من باب البراغماتية الجوفاء، لا نطالبكم ان تسموا انفسكم “الحزب الشيوعي الفلسطيني”، لكن على الأقل يمكنكم ان تُسقطوا الكلمة الاخيرة وتكتفوا بـ “الحزب الشيوعي” فقط.. ام ان الاسرائيلية مكون هام جدا من مكونات الحزب أيها الرفاق !؟
هذه الصورة من مؤتمر الحزب الأخير تمهيدا لانتخابات الكنيست ال19
تحليل واقعي وعميق ، حقيقة ليس لدي ما أضيفه ، بوركت هذه الجهود في سبيل التوضيح والتحليل السياسي الذي يكشف الكثير من الحقائق التي يجب النظر لها بعين الاعتبار..
شكرا لك اختي وارجو المساهمة في نشر المقالة ان اعجبتك
أصبحت الخيانة وجهة نظر
تمام، العمالة والخيانة اصبحتا وجهة نظر يجب احترامها وتقديسها اما غيرها فممنوع ومادمت في السلطة لم يكون هناك رأي آخر !!
يا الهي، مادام عباس اصبح يرى الأراضي المحتلة اصبحت اسرائيل ولا يحق له العيش فيها فكبر ثلاثا لوفاته
My recent post أهلَ الهلال ….
رائع .
My recent post لماذا نقاطع الكنيست الصهيوني؟ 5 أسباب وردود على الردود يقدمها بوباي وبلوتو