في اللغة العربية نقول لوصف المطر الغزير “زخّ المطر”، وبالعربية العاميّة في فلسطين نقول “الدنيا بتزخّ” أو “الدنيا كابسة” ، أو “الدنيا حامطة – شتا حمط”، أو “الشتا كبّ من الربّ” (الأخيرة اعتقد يقولها المسيحيون لأن كلمة “الربّ” مستخدمة عندهم وتكاد تكون غير مستخدمة عند المسلمين).. وقد تكون هناك عبارات اخرى . لكن ماذا يقولون في اللغات الأخرى حول العالم؟ ستتفاجأون :)
في الانجليزية، يستعملون مجازا للتعبير عن المطر الغزير بالقول:
it is raining cats and dogs
وليس الأمر لأنه حصل أن رأى الناس السماء تمطر قططاً وكلاباً، أو رأوا قططا وكلاب طائرة وقد حملتها العواصف الشديدة المصاحبة لأمطار غزيرة، وإن قيل ذلك فهو من صيغ المبالغة. ما قرأته خلاصته أن الأمر جاء من وصف كتبه الكاتب الإيرلندي الساخر المعروف Jonathan Swift (ولد 1667) في قصيدة، يصف فيه فيضانات الأمطار وقد سحبت معها جثث كلاب وقطط. ويعتقد ان هذا هو أصل التعبير المجازي أعلاه (1).
ويومها وعدت أن انشر لاحقاً عبارات من لغات أخرى تحمل نفس الدلالة، وفي ما يلي بعض من المرادفات في لغات مختلفة (2)، يتلوها تعليق قصير لي.
في الأرجنتين: إنها تمطر روثاً (براز الماشية).في الدنمارك: “انها تمطر أبناء حذّائين (ابناء صانعي الأحذية).
باللغة الأصلية: Det regner skomagerdrenge
في فرنسا: إنها تمطر مثل بقرة تتبوّل
باللغة الأصلية: Il pleut comme vache qui pisse
في الصين: “يتساقط براز كلب”.
في جزر الفارو (الدنمارك): إنها تمطر حيتاناً
باللغة الأصلية: Tað regnar av grind
في ألمانيا: إنها تمطر جراءً (جراء الكلب)
باللغة الأصلية: Es regnet junge Hunde
في اليونان: إنها تمطر أرجل كراسي
باللغة الأصلية: Rixnei kareklopodara
في هولندا:إنها تمطر نساء مسنّات.
باللغة الأصلية: Het regent oude wijven
في النروج: إنها تمطر نساء عملاقات أو “إنها تمطر ساحرات”.
باللغة الأصلية: Det regner trollkjerringer
في بولندا، فرنسا، ورومانيا: إنها تمطر ضفادع
باللغات الأصلية بنفس الترتيب:
Pada ?abami.
Il pleut des grenouilles.
Plou? cu broa?te.
في البرتغال، البرازيل، ودول اخرى تُستعمل فيها اللغة البرتغالية: إنها تمطر سكاكين جيب (سكاكين صغيرة).
باللغة الأصلية: Está chovendo canivetes
في صربيا، البوسنة، كرواتيا: “المطر يقتل الفئران”
باللغة الأصلية: Pada kiša, ubi miša
في سلوفاكيا، وجمهورية التشيك: “الجرّارات (التراكتورات) تتساقط”.
باللغة الأصلية: Padajú traktory
في جنوب أفريقيا وناميبيا: “إنها تمطر نساء مسنّات يحملن هراوات”.
بلغة الأفريكانز (التي يتكلّمها البيض في جنوب أفريقيا وناميبيا):
Ou vrouens met knopkieries reen
لاحظت أمراً لا شك انكم لاحظتموه أيضا: المجازات أعلاه تتضمن عنصرين يتكرران: الحيوانات والنساء. ما المشترك بين الحيوانات والنساء حتى يقال: السماء تمطر حيوانات، أو نساء ؟ لماذا ، او كيف يمكن أن تكون المرأة شبيهة بالمطر الثقيل؟ قد أتفهم أن العبارة الانجليزية “it’s raining cats and dogs” يُقصد بها ان فيضانات الأمطار تجرف القطط والكلاب وكأنها سقطت مع المطر، لكن كيف ينطبق هذا على النساء؟
لا ينطبق. وليس لدي من تفسير، في الحقيقة. لكن ما أعرفه هو أن مكانة المرأة في المجتمعات الأوروبية، كانت مكانة متدنية. المرأة كانت محتقرة ومزدراة، بل كانت هناك نقاشات فلسفية من كتاب مشهورين يناقشون فيها هل يمكن اعتبار المرأة بشراً أم لا، وفي العصور الوسطى كانت النساء تباع وتشترى، بل وتستبدل بغيرها من المتاع والماشية.
ولا غرابة بناء على ذلك أن يتم استخدامها بصورة مهينة كما ورد في الأمثلة اعلاه. واقع المرأة في المجتمعات الأخرى كان مرّاً، وهو ما تطلّب الانتصار للمرأة و “تحريرها”.
ليس لدينا شيء من ذلك. بل عندنا “الجنّة تحت أقدام الأمهات” ، وقول رسولنا صلى الله عليه وسلّم يوصي ذاك الصحابي قائلا “أمّك، ثم أمّك، ثم أمّك… ثم أبوك” ، فهل نتبع المبادئ المستوردة من الغرب، أم المبادئ التي يجب أن يستوردها الغرب منّا ؟
كتبها الراصد-معاذ خطيب،ويسعدني التواصل معك فيسبوكياً إن احببت، بضغطك هذا الزر:
- تابع الراصد على فيسبوك
- وشقيقتها الراصد الاعلامي
- وأخيراً الراصد السينمائي
أبدعت يا معاذ (Y)