في الصورة العليا امرأة من ضحايا التفجيرات الإرهابية الجبانة التي استهدفت المسيحيين في سريلانكا في أبريل 2019.
في الصورة السفلى امرأة من ضحايا الهجمات الإرهابية التي تستهدف المسلمين في سريلانكا منذ 2017 وحتى اليوم، أمام بيتها الذي أحرقه البوذيون.
هذه مجموعة حقائق (والمراجع في التعليقات) والاستنتاجات أتركها لكم :
0- البوذيون في سريلانكا 70%، المسلمون 9%، المسيحيون 8% والهندوس 13%
1- دخل الإسلام سريلانكا في القرن السابع عن طريق التجار المسلمين الذين سيطروا حينذاك على معظم حركة التجارة في المحيط الهندي، قبل أن يأتي الغزاة البرتغاليون في القرن الـ16 ويرتكبوا أعمال إبادة واسعة ضد المسلمين الموريسكيين.
2- العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في سريلانكا لم تشبها اي مشاكل أبدًا في السابق.
3- بالمقابل، العلاقة بين الأقلية المسلمة والأكثرية البوذية كانت دائمًا متوترة وخاصة في العامين الأخيرين، حيث ارتكبت أعمال إرهابية كثيرة استهدفت المساجد والبيوت والمتاجر وتم طرد مئات الآلاف من بيوتهم ونهب أملاكهم وتهجيرهم، تماما كما يحصل مع مسلمي الروهينجا في ميانمار المجاورة.
4- الكراهية وأعمال الإرهاب ضد المسلمين تقودها حركة عنصرية من الكهنة البوذيين الذين يؤمنون أن سريلانكا يجب أن تكون “نظيفة من العناصر الخارجية” وهذا الكلام طبعًا لا يشمل المسلمين وحدهم. العام الماضي انتشرت مقاطع فيديو رأيتها أنا شخصيًا ونشرتها في حينه، فيها يدعو رجال الدين البوذيون إلى “شحذ السيوف والخروج للمواجهة لأن السيوف لم تعد لتقطيع الفواكه في البيت”، وفعلًا، كثير من الضحايا المسلمين تم تقطيعهم بالسيوف وهم أحياء يركضون أمام بيوتهم محاولين الهرب هم وأطفالهم (وهناك فيديوهات لكن لا يمكنني نشرها).
5- وفي تقريرها لعام 2018 بشأن حقوق الإنسان بسريلانكا، قالت الخارجية الأميركية إن بعض الجماعات المسيحية والكنائس أبلغت عن تعرضها لضغوط لإنهاء تجمعات للعبادة بعد أن صنفتها السلطات بأنها “غير مرخص لها”.
وقال التقرير أيضا إن الرهبان البوذيين حاولوا مرارا إغلاق أماكن عبادة للمسيحيين والمسلمين استنادا لما ذكرته مصادر.
6- في أي مكان فيه تكون نية لاستهداف المسلمين، تحدث هجمات إرهابية ويتم في نفس اليوم اختراع “ميليشييا إسلامية” أو “جماعة إسلامية متشددة” لم يسمع بها أحد من قبل أبدًا، وتتبنّى هذه الهجمات الّتي تكون مبرررات كافية لاستهداف المسلمين وقتلهم وطردهم ونهب ممتلكاتهم، أو لإثارة الفتنة والوقيعة بينهم وبين عرقيات أخرى. فلا توجد ولو حتّى مصلحة واحدة للمسلمين من استهداف المدنيين المسيحيين من خلال عمليات إرهابية كهذه معلوم أن ضررها عظيم للمسلمين أنفسهم قبل المسيحيين.
فحتى لو كان المنفذون عناصر “مسلمون” فعلًا، فإن كل الأدلة تشير أن من يحركها أجهزة مخابرات عالمية ذات مصالح مشتركة.
سياسة فرّق تُسُد هي سياسة فعالة جدًا. بل إن بعض الدول (وهذه حقيقة تاريخية) لجأت في حالات كثيرة لاستهداف مواطنيها نفسها، لتحقيق مصالح معينة. فلماذا لا تستهدف أشخاصًا تعتبرهم “غرباء” ؟ لتحقيق هذه المصالح؟
الإرهاب لا دين له. لكن له أبًا وأمًّا ودول بنت عرص !
شاركوا المنشور لرفع الوعي وكشف الحقيقة.