افطار رمضاني في ضيافة الخميني

كان افطارنا اليوم على حساب الإمام الخميني.
وَصَلتنا انا وزوجتي –بصفتنا طلابا في جامعة كيب تاون- دعوة لحضور ندوة علمية حول " نظريات في نشأة الكون" ستقام في الجامعة، اساسها محاضرة سيلقيها "د. مرتضى علي-دينا"، وهو ، كما تم تعريفه: "طبيب من تنزانيا وعالم لاهوت (الدراسات الإلهية)".

كان لي واضحا ان اسمه اسم شيعي (مرتضى Murtadha Alidina) لكن للتأكد قمت بالبحث عن اسمه في الانترنت وتبين انه درس 10 سنوات في جامعة اسلامية في مدينة قـُم الإيرانية، وانه حاصل على شهادة فخرية في العلوم الاسلامية منها. ولم نعتبر كونه شيعيا عائقا يحول دون الاستماع له، وطبعا قررنا وزوجتي التسجيل والمشاركة.

وصلنا اليوم الى قاعة المحاضرة، ووجدنا أن الجهة المنظمة للفعالية هي مؤسسة اسمها "أهل البيت" وهي منظمة شيعية ناشطة في جنوب افريقيا (علما ان حركة التشيّع هنا حركة نشطة).

قراءة قرآن على حضور أغلبه من غير المسلمين !

كان الحضور مختلطا من بيض وسود وملونين، مسلمين ويهود ومسيحيين، وملحدين. صعد الى المنصة مقرئ بدأ يقرأ القرآن، وبجانبه وقفت فتاة مسلمة كانت تقرأ على الحضور ترجمة الآيات التي كان يقرأها المقرئ. الآيات تكلمت عن ظواهر كونية توافق ما توصلت اليه الابحاث العلمية.

---

كان محور المحاضرة التي القاها الشيخ الدكتور، او الدكتور الشيخ، هو النظريات العلمية التي وُضعت لتفسير كيفية نشأة الكون، واهمها نظرية الانفجار العظيم Big Bang theory. وركز المحاضر على ادعاءات الملحدين الذين ينكرون وجود الله عز وجل، ويزعمون ان الكون نشأ بالصدفة، بعد التقاء متزامن لمواد وتفاعلات كيميائة وظروف حياتية، كلها حدثت صدفة في نفس الوقت، والتي اتاحت تكون المادة الحياتية الاولى (Primordial Soup)  التي كانت النواة التي خرجت منها كل اشكال الحياة في الكرة الارضية.

وأثبت المحاضر من خلال ادلة قدمها ان الكون لا شك انه كانت له بداية، واظهر ان العلماء كلهم متفقون ان الكون له بداية. ثم وصل من ذلك الى الاستنتاج الذي مفاده انه: بما ان الكون له بداية، فهناك من بدأه.. وهو ما نسميه نحن المؤمنون : الله – عز وجل.

ثم تطرق المحاضر لنظرية  التصميم الذكي Intelligent Design التي تقول ان النظام العجيب الذي يسود الكون ويحكم كل شيء فيه وينظم الليل والنهار وفصول السنة، وطريقة عيش وتكاثر الكائنات الحية، ونِسب العناصر الطبيعية في الارض والهواء، والتي جعلت الحياة ممكنة، كلها من تصميم ووضع قوة عليا جباّرة خارقة بذكائها، نؤمن نحن انها الله عز وجل. ومن ناحية اخرى يقدم المحاضر ادلة كثيرة علمية ويستشهد باقوال علماء فلك وفيزياء معروفين، يؤكدون ان الكون الذي نعيش فيه، وكوكب الأرض الذي اتاحت ظروفه نشوء الاشكال الحياتية التي نعرفها اليوم، لم ينشأ بالصدفة ابدا، لأن احتمال حدوث هذه الصدفة وتوفر كل الظروف في نفس الوقت هو احتمال ضئيل جدا جدا جدا جدا جدا علميا، بل هو معدوم من الناحية العملية.

لم يتطرق المحاضر للموضوع من وجهة النظر الاسلامية تحديدا، بل بشكل عام، اي بما تتفق عليه كل الاديان، وهو حقيقة ان الكون لا بد ان له من خالق خلقه وأبدعه، وان هذا الخالق هو الله الذي يؤمن به المسلمون واليهود والمسيحيون، بغض النظر عن الاختلاف في تعريف هذا الاله في هذه الاديان الثلاثة.

بعد انتهاء المحاضرة وفقرة الاسئلة والاجوبة، ذكرت عريفة الحفل ان هناك زاوية لبيع الكتب في الخارج. خرجنا وإذ بها كتب شيعية في معظمها، جزء منها حمل صورة الإمام الخميني.

توجهنا بعد ذلك الى قاعة الطعام حيث اًعلن ان هناك افطارا مجانيا على شرف المحاضرة! وهناك تناولنا افطارنا وقفنا عائدين الى بيتنا.

الخلاصة

المنظمات الشيعية المدعومة من قبل إيران والخميني بكل تأكيد، تتفنن في الدعوة الى مذهبها.. ومع ان المحاضرة نفسها لم تكن فيها اي دعوة صريحة لذلك، إلا أن:

1- بعد انتهاء المحاضرة، نبهت العريفة الى ان من لديه اي اسئلة اضافية فإن هناك موقعا يجيب عن كل التساؤلات الاخرى حول نشأة الكون من منظور اسلامي، وطبعا اظهرت على الشاشة عنوان موقع المؤسسة الشيعية الراعية للحفل .

2- زاوية الكتب التي نصبت خارج قاعة الحفل في مكان حيوي ملاصق لممر الدخول الى القاعة، والتي كانت بمثابة دعاية واضحة للمذهب الشيعي والتشيّع، بعرض كتب للخميني وغيره.

3- الافطار: ربما عملنا بقول المثل الشعبي "اطعم الثم بتستحي العين".. والمعدة قد تكون طريقا للقلوب.. فالقلب يقع فوق المعدة مباشرة ((لست متأكدا.. راجعوا هذه المعلومة :)  )) وعليه فتقديم عشاء مجاني لا شك ان له تأثيرا جاذبا.

وهكذا نكون اليوم قد افطرنا على شرف الخميني :) والطعام كان طيبا جدا .. بالمناسبة :)