مقطع ذبح “داعش” للصحافي جيمس فولي، هل هو مقطع حقيقي؟

قبل يومين نُشر فيديو بعنوان “رسالة لأمريكا” يظهر فيه عنصر من داعش (“الدولة الإسلامية”) وهو يذبح الصحافي الأمريكي جيمس فولي. احتفت داعش وأنصارها بذبح الرجل وأصابتهم اليوفوريا التي لا ينتشون بها إلا على رائحة دماء ضحاياهم من البشر. ولم تكن الضحية سوى صحافي مكث فترة طويلة في سوريا يغطّي أخبار الثورة وجرائم نظام بشار، وعلى ذلك أخذ -كغيره من الصحافيين- الأمان من كتائب الثورة التي كانت حينئذ، قبل ظهور داعش، لا تقاتل سوى النظام المجرم. جاءت داعش، وبدأت تقاتل الجيش الحر ثم الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة. اعتقل الصحافي من قبل النظام، ولم يظهر مرة أخرى سوى بيد داعش، آخر ما رآه في حياته كان السكين التي ذبح بها. كما فعلت في مقالتي السابقة وعنوانها “مقطع ذبح داعش لأسراها بدير الزّور والرد على تبريرات الدواعش للجريمة” ، سأقوم فيما يلي بإيراد تبريرات أنصار داعش لقتل الصحافي، وسأرد عليها.  التبريرات تبدأ ب (==) والردود تبدأ ب (+) .

 

 ذبح جيمس فولي

 

= هذا كان جندي في صفوف الجيش الأمريكي وهو مقاتل يجب قتله

 أولاً لا يوجد أي دليل يؤكد هذا، باستثناء صورة لشخص يرتدي ما يشبه سترة عسكرية، نشرتها مؤسسة “الفرقان” الاعلامية التابعة لداعش، وليس من دليل أن الشخص الظاهر في هذه الصورة هو نفسه جيمس فولي، وفي الواقع، هو لا يشبهه أبداً. بل إنه في كل المقطع، لا يذكر عنصر داعش ولا حتّى مرة واحدة أن الأسير هو جندي أو مقاتل أمريكي !!
ثانياً، حتى لو كان جندي قبل بضعة سنوات ما المشكلة ما دام لم يعمل في سوريا إلا صحافياً؟  كثير من الجنود الأمريكيين بعد تسريحهم يعملون في أعمال حرة أخرى. ولعل أنسب مهنة لجندي مسرّح هي أن يعمل في مناطق النزاعات والحروب لما لديه من خبرة في الحروب تساعده في التنقل بسهولة ودون تعرّض للمخاطر. هل مجرد أنه كان في مرحلة ما من حياته جندياً، كافية لقتله؟

 

=  الفيديو مفبرك وهدفه تشويه صورة “الدولة الإسلامية” وصورة الإسلام

هل صدر عن “الدولة الإسلامية” أي بيان او تصريح ينفي صحة الفيديو ؟

بل هل تعلم أيها الجاهل أن كل الأذرع الرسمية المعروفة للدولة الإسلامية (مؤسسة الفرقان، وشبكة الخير، والمنبر الإعلامي الجهادي) قد نشرت الفيديو بعنوان A Message to America (رسالة لأمريكا) ، وقد نشر مثلا على هذا الرابط ؟

بناء على ذلك ، إن كنت ترى أن ذبح الصحافي يشوّه ، فأنت على حق، فهل ستعترف الآن أن ما فعلته داعش يشوّه الإسلام وصورته ؟؟

 

= الرّجل تكلّم برباطة جأش قبل ذبحه ولا يعقل أن شخصا يوشك أن يذبح يمكن أن يقول كلاما كهذا، واضح ان الفيديو مفبرك.

وهل كان عليه أن يبكي ويتوسّل لكي نصدّق؟ ربما هددوه أنه إن لم يوافق على قول ما أمروه أن يقول، سيقتلون زميله ستيفن المعتقل والذي يظهر هو أيضاً في نهاية الفيديو، ويهدد عنصر داعش بذبحه إن لم تستمع أمريكا لمطالبها.
وربما لم يعلم أصلاً أنه سيتم ذبحه، وأن آسريه خدعوه بأن هذا التسجيل سيكون تسجيلا عادياً مثل تسجيلات الأسرى التي تنتشر بين الحين والآخر للمطالبة بفدية من قبل الآسرين.
هناك تفسيرات كثيرة لسلوك الأسير، لكن  بغض النظر عنها، نكرر أن داعش نفسها تبنّت المقطع وروجته في أذرعها الإعلامية المختلفة. هل تريد دليل أبلغ من ذلك؟

 

= “الفيديو مصوّر باحترافية ومن عدة زوايا وبميكروفونات متطورة” (وغيره من الكلام السخيف!)

طيب وما المشكلة أن تحصل داعش على أجهزة تصوير متطورة؟ من يقول هذا الكلام يدل انه جاهل لم يتابع إصدارات داعش والتي كثير منها تم تصويره بكاميرات متطورة بدقة عالية، وتمت منتجته بصورة احترافية جداً.
ولو سلّمنا بهرائك، أن الفيديو صنيعة المخابرات الأمريكية، ثم تذكرنا حقيقة أن داعش نفسها أعلنت عن الفيديو وروّجت له، لوصلنا لنتيجة أن داعش هي صنيعة المخابرات الأمريكية بناء على كلامك، فهل هذا ما تريد الوصول إليه ؟

وللتلخيص: هل ذبح صحافي ونشر مقطع ذبحه وباللغة الإنجليزية، سوف يرهب الأمريكيين والأوروبيين ويجعلهم يتوبوا عن استهداف الإسلام وأهله، أم سيزيدهم هذا الفعل كراهية بالإسلام وأهله وأكثر إصرارا على استهداف المسلمين في بلاد الإسلام، بل وفي بلادهم الأوروبية نفسها؟

سؤال للتفكّر، لكن ليس لأنصار داعش اللذين تعطلت أدمغتهم منذ زمن.

 

تعليق واحد

  1. بااااااااااااااااااااااااقية ومتمددة شئت أم أبيت

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!