استيقظت ذاك الإثنين وتوضأت وصليت ركعتين سنة الضحى. تشردقت بكوب الشاي الذي سكبته في فمي على عجل، ولبست قميصا جديدا وفوقه كنزة (بلوزة) جديدة من النوع الذي يأتي بلا أكمام. وضعت حقيبتي على كتفي وتوجهت الى محطة الباص الذي يشحن الطلاب إلى الجامعة.
جاءت الحافلة زرقاء اللون. وحين صعدتها وجدتها خالية إلا من فتاة جلست في المؤخرة. جلست أنا في منتصف الحافلة، وكنت سعيدا، فالطقس جميل، وكان أخيرا من فصل واحد على عكس معظم الأيام في مدينة كيب-تاون، التي تتمتع فيها بالفصول الأربعة في نفس اليوم. كما أني لبست ملابس جديدة، تشعرك كأنك إنسان جديد.. من الخارج طبعا.
وصلنا للمحطة الاولى في الجامعة، ولم انزل فيها لأني اردت النزول في المحطة التالية. لكن خلال توقف الحافلة في المحطة لإنزال وإصعاد الطلاب، فوجئت بالفتاة التي كانت جالسة في مؤخرة الباص وقد جاءت متبسّمة وناولتني قصاصة ورق صغيرة، تم طيّها بعناية، ونزلت من الحافلة.
لم يحدث معي امر كهذا من قبل. سمعت كثيرا عن ظاهرة قيام قصاصات ورقية بإلقاء نفسها من ايدي الفتيات عنوة وفيها رقم هاتف الفتاة، ليتلقـفها (بالصدفة) أحد الشباب المغاوير في الشارع او المجمع التجاري او محطة الباص (والعكس طبعا، كي لا أظلم ابناء جلدتي الذين لا يبخلون، أقصد لا تبخل أيديهم، بإلقاء ارقام هواتفهم لبعض الفتيات اللائي تـًجيد احداهن التقاط قصاصات الورق الطائرة في الشارع او محطة الباص كما يجيد حارس مرمى ماهر التقاط كرة هزيلة) .
ولم أتوقع ان هذا قد يحدث معي مرة. أنا أنيق في العادة ونادرا ما تجدني مبهدل المنظر، لكن لم يحدث من قبل أن ناولتني أي فتاة رقم هاتفها. لا شك أن ملابسي الجديدة جعلتني أبدو أكثر جاذبية، كما يمكن ان تكون الفتاة قد تشجعت أكثر على مناولتي رقم هاتفها حين لاحظت أن أحدا لن يراها تفعل تلك الفعلة التي قد ينكرها كثيرون من أهل المروءة والشهامة، فلم يكن في الحافلة إلا أنا وهي، والسائق الغارق في مقعده، وما كان ليهشّ ولا يكشّ أصلا.. وما دخله في قصص الحب والغرام وهمه الوحيد ان يعود بعد يوم عمل شاق إلى ابنائه ويأخذ قسطا من الراحة ؟
نظرت من النافذة ورأيت الفتاة وهي تنظر إلى وتبتسم… لم ابادلها الابتسامة بل قمت بتسديد جحرة بقوة 7 أمبير إليها، فقد اردت ان أبدو رصينا وثقيلا وصاحب كبرياء، لا يسيل لعابي لمجرد أن إحداهن ناولتني رقم هاتفها، ومع أني طبعا لست من نوع الشباب الذي ما مصدق على الله ويحصل رقم فتاة لكي يدردش معها حول القضايا المعاصرة وهموم الأمة العربية، لكني في الحقيقة كنت أتلهف لرؤية ما في الورقة.
فتحتها بكل ثقة واعتزاز بالنفس، وأنا أفكر بجاذبيتي الشديدة التي جعلت تلك الفتاة تدوس كبرياءها وتناولني رقمها، وهو فعل لا تفعله الفتيات عادة إلا حين تظن أنه شاب “محرز” وبأمل أن يبادلها هو أيضا الدوس على كبريائه ويتصرف كطفل حين يرى لعبة جديدة.
ووجدتُ أنها قد كتبت فيها:
The price tag is still on your jersey, Remove it :) l
ههههههههههههه تفكيرك راح لبعييد
يا خبر اسود ومنيل
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ملعوبه
هههههههههههههههه القصة مشوقة جدا جدا!! الواحد غصبن عنه بقرأها بس مشان يعرف شو مكتوب في القصاصة!!
أبصر شو كان موقفك (مع نفسك) بعد ما قرأت القصاصة….
والآن اتضحت لي الحاجة لترجمة price tag :)))
لكن في النهاية لم استخدمها هههههه
شو فكرك كان موقفي مع نفسي؟ :))
شكرا لمرورك ولإعادة نشرها، سلفا :)
عزيزي معاذ ، أبهرتني حقًا وقد ضحكت حقًا ، وتلهفت مع كلّ جملة قرأتها ، طابت نواياك حسنة كما عهدتك أبا كمال :)
حيا الله ابو سليمان :)
ههههههههههههههههه
كل الاحترام على الكتابه والتسلسل
بس سؤال: القصه حقيقيه ولا نسج خيال؟؟
لا أخي القصة حقيقية طبعا.. وإلا كنت نوهت لذلك :)
تفكيرك بعجبني
אהבתי את הסיפור, לא משנה מי הייתה או אם זה אמיתי או לא.. סליחה על העברית :( בהצלחה בלימודים :)
شكرا لك اخي..
تفكيرك بعجبني :D
الله يجبر نهفاتك يا أبو كمال هههه :D
الله يرضى عليك يا عمر :)
The price tag is still on your jersey, Remove it :)
حلوة …. بتجنن .. حرام عليك صار بطني يوجعني من الضحك …
… وكيف ناسي النمرة على الجرزاي !! ههههههه
بس عفكرة احمد ربك انو ما كان واحد … كين وصلت المريخ
بأفكارك ….
اخرى يا ريتها مثلا من جوة وطرفها مبين.. كانت معلقة تدندش على الجارزة :))
لم افهم قصدك اخي .. بليجاريزم عن مين ؟ :)
رائعة!!
اضحكتني كما لم اضحك منذ مدة طويلة!!!
بسس كيف ناسي تقيم
النمرة؟!!!!!!!!!
يعني كيف بكون الانسان معجوق :))
اسعد ان قمت باعادة نشرها اختي آية
شو النمرة؟ نمرة البلوزة طبعاً وسعرها؟
الصراحة الصراحة ، النمرة Large والسعر 99 راند، يعني حوالي 50 شيكل :)))
رائعه :)
ههههههههههه
حظاً أوفر في القصاصة القادمة
قررت أن لا اشتري ملابس جديدة كي لا تكون هناك قصاصات قادمة :)
السرد كان جميلا أخي الحبيب معاذ .. وأستشعر معك تلك "الفاجعة" التي أصابتك حين علمت ما بالرسالة!
الدم في هذه الحالة يرتفع إلى الوجه والرأس والرقبة .. لا أدري لماذا :)
طبيعة النفس البشرية ، لا شك :)
شكرا لمرورك اخي شريف
نعيما يا معاذ
تسلسل الاحداث فيه الكثير من التشويق.. مما ادى الى "الفاجعة" او "النكتة" في النهاية :) … اعجبني التراجع عن نعت الفتاة بالحسناء … فيه نوع الاستعادة للكبرياء المخدوش :)
شكرا لك اختي نادية ولمرورك المشرف :)
اسعد ان توّجته بالمرور بهذه الصفحة أيضا، وإعادة نشر المقالة :) http://personal.al-rasid.com/testimonials/
هههههههه ياعمي الحلو حلو لو صحي من النوم ,, بس ما تكنش البنت افريقية (من سكان جنوب افريقيا الأصليين) كان تم الفيلم
لا والله مش افريقية ، هي "ملونة" .. اي انها ليست بيضاء ولا سمراء، بل هي تسمية تطلق على السكان من اصول آسيوية
ههههههههههههههههههه قصّة مؤثّرة
يعني بكيت منها اخي رامي ؟ :)))
ههههه و هل نزعت تاغ السعر ؟ ام تركته ؟ ظريفة الفتاة …
My recent post عن صلاة الإستسقاء و الإنتخابات نتحدث …؟!
طبعا نزعته.. لم تنقصني نكسة اخرى ذاك اليوم :))
ما أصعب هالموقف, يا ترى كيف ستتصرف عندما تراها المرة المقبلة وبالذات إن لم يكن سواكما في الباص؟
اتمنى ان لا اراها اخي صهيب :))
صايرة معنا قبل بس مش ورقة السعر ههههه
وضح تستحيش :))
ههههههههههههههههههههه حبيت حبيت !! قوية ابو كمال !!
حياك حياك ابا الفايز.. يسعدني اعادة نشرها إن احببت :)
ههههههههههههههههههههههه من شدّة الهوس للملابس الجديدة
مش عارف اقول الك تعيش وتوكل غيرها ولا اقولها الي انا الي قريتها عشان الحسناء الي حطت عينها عليك ههههههههههه
بس للمرات القادمة دير بالك ها يا ما صار من وراها حالات طلاق هاي الاساليب من الكتابة
اعوذ بالله شو بتخرف يا زلمة انتي :)
انا عارف يا ابو الشيخ طب مهي مناولتك ومناولتك تكتب نمرتها شو بدو يصير عليها
هههههههههه شايف شايف
روعة وممتعة ومشوقة
هههههههههههه … بتستاهل على هيك تصرّف :))))))))) … عاملي فيها "أنيق" و"محرز" و"جاذبية"………
السلام عليكم ،
ابو كمال تفكيرك راح لبعيد كثير ، انا شاعر معك انك لابس اواعي جديدة بس قيم السعر يا اخي ،
بكرة بفكروك عايش باوروبا هههههههههه……..
سلام
هههههههه معدتش اعيدها والله
عاجبك ابو كمال , سرقة اشكرة خبرة , ولا بالآخر على رأيو بحب يحكي تجاربو http://sudanforum.net/showthread.php?p=1877231
هههههه شفتها شفتها ونشرتها بالفيسبوك.. اشي بشحّر هههههه
يا لك من كاتب مخضرم خيا . الى الامام عنجد
شكرا شكرا ام شحادة :))
لو محلك
بلحكها وبوخذ رقما
أسلوب كتابي مميز ومشوق، ننتظر المزيد :)
(لا حاجة ان تطلب اعادة نشرها، فقد قمت فعالا)
شكرا اختي كوثر.. اشكرك لثنائك، هذا من لطفك.. وشكر خاص على اعادة النشر :)
ان اعجبتك قد تعجبك أيضا قصتي في طابور استعارة الكتب :) .. اذهبي إلى "شخصياتي" أعلاه وستجدينها.
لماذا هذا الإنتقاد الادع من قبلك ثم الأخ معاذ وضع المدونة للفائدة و الإفادة إن كنت أنت ياذات النقاط ترى أنها لاتخدم بعض الأهداف لك فغيرك يرى أنها تنفعه ثم النصح له أسلوب يرقى في الخطاب عن أسلوبك وأنا عكسك تما أرى في مدونة الأخ معاذا صياغة أدبية رائعة ومنهجا جمسلا في تحليل القضايا مع أني أيضا لا أنكر تحليلك الدقيق ولكن الرفق جميل والنظرة الشمولية أفضل .
hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh
thanks Moad. You made my day
هلا بيك عمي الحج :)
جميل جدا, نوع كتابه صعب لكنك أتقنته وعامل المفاجئه قد ترك اثراً واضحاً عند قرائته, بالنسبه للمضمون فللاسف هذا حالنا مع السرعه بالحُكم فبالرغم من محوالتي باعطاء أعذار واحسان الظن الا ان السرعه بالحُكم وسوء الظن ينالون مني احياناً عده.
شكراً.
شكرا ميّ.. يعني شو فكرتي قبل الوصول للنهاية؟ :)
اضحك الله سنك اخي سبحان الله كان لدي شعور انه فعل بريء منها
حصل معي موقف مشابه للفتاة, في طريقي للجامعه صعدت الباص صباحاً وصعدت امرأه سالت سائق الباص عن مواعيد الباصات اخبرها انه لا يملك نسخه ع المواعيد, بدافع المساعده تناولت النسخه التي لدي وسلمتها لها لتقراها اخذتها وبعد ان قراتها ردتها الي وشكرتني شعور جميل ان تساعد من يحتاج
في طريق عودتي من الجامعه مساء ذلك اليوم صعدت الباص وكنت متعبه من يوم دراسي شاق بعض الشباب جلسوا في مقعد مجاور لمقعدي بعد مضي الحافله توقفت عند محطة ليصعد شاب وسال السائق عن نسخه لمواعيد الباص (السائق نفسه) اخبره انه لا يملك نسخ
بكل براءه اخرجت الورقه وقلت له تفضل .. نظر الي بطريقه غريبه والسائق ينظر الي وابتسامته من الاذن للاذن اخذها الشاب وكان رجفه بارده اصابته فانا فتاه مسلمه والحمد لله محجبة وملتزمه وهذا ظاهر من لباسي فتحها واذا بمن خلفي يحدث احدهما الاخر انها مواعيد الباص عندها شعرت كان ناراً اشعلت صدري
بعد بره من تقليبها رد الشاب الورقه الي اظهاراً ان الموقف ليس كما يبدوا وشكرني, بعد ان اخذت الورقه وكنت في ضيق تذكرت حديث
عن أم المؤمنين صفية بنت حُيَيّ رضي الله عنها، قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلَّم معتكفاً في رمضان فأتيته أزوره ليلاً ـ المتكلمة السيدة صفية ـ فحدثته، ثم قمت لأنقلب إلى بيتي فقام معي ليردني إلى البيت، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي عليه الصلاة والسلام أسرعا، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( على رسلكما ـ أي انتظرا ـ هذه صفية بنت حُيَيّ زوجتي ))
ـ فقالا: سبحان الله يا رسول الله !!
ـ فقال عليه الصلاة والسلام
((. إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو شيئاً )) ( رواه البخاري ومسلم )
عندها لم الم احد سواي رغم ان مجتمعنا يتناول الانطباع الاول سلباً غالباً الا من رحم ربي, من خلال صفحتكم انبه اخواتي ان شاء الله يضيع وما يرجع لبعد اسبوع لبيتهم بدكِ تساعدي اعملي اعلان هذه ورقة مواعيد الباص او احكي بصوت واضح ومسموع شو غرض الكلام موقف صعب جداً
اسال الله ان يحفظ جميع بنات المسلمين وشباب المسلمين ويرد عنهم الشبهات والفتن اللهم آمين
شكرا جزيلا لك اختي للمرور الطيب. قرأت تعليقك ولم أفهم ما كانت المشكلة في البداية، حتى قرأته مرة اخرى :)
فعلاً موقف محرج. في حالتي كانت الحافلة خالية، في حالتك لم تكن كذلك، ولا شك أن النظرة للفتاة في مجتمعنا تختلف عنها تجاه الرجل.
الحمد لله ان الأمور مرّت على خير وبانت الحقيقة :)
ههههههههههههههه مجرم كبير
نيرونت