عن القاعدين وقطع رؤوس الكافرين

 

هذه مقالة منطقية وليست شرعية أو فقهية. ارجو ان لا تقوم ايها التكفيري بفعل ما تفعله عادة، وأن تجلب لي آلاف النصوص التي لا تجيد إلا نسخها ولصقها، لتقنعني بشيء أنت نفسك لا تفهمه.. ولا تتقن إلا ترديده وتكراره.

 

ينبغي أن أقول أولا، إن كل من يتواطؤ ويخون دينه ووطنه وشعبه وأمته، يجب أن يصلب وتقطع رأسه على رؤوس الأشهاد.

 

ولكن.:

 

هل ثبت تورط المسيحيين الذين قتلوا في العراق مؤخرا بدون أي ذنب سوى كونهم مسيحيين، في التواطؤ أو الخيانة؟

وعلى فرض أن احد القاعدين قال، نعم.. ثبت ان منهم من تواطأ مع الاحتلال وخان، فهل نأخذ جميعهم بجريرة واحد منهم أو بعضهم؟

هل حدث في التاريخ الإسلامي بأسره، وعلى مد العصور التي فيها فتح المسلمون مشارق الأرض ومغاربها، أن احجتز المسلمون الكفار في دور عبادتهم وقتلوهم، لمجرد أنهم غير مسلمين؟ أم أن العكس تماما هو الصحيح، وأن اولئك أسلموا لما رأو من سماحة الإسلام والمسلمين؟

 

“دولة العراق الإسلامية” تريد إقامة دولة الخلافة الإسلامية. طيب هل أقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام الأولى، وهل أقامها بعده الخلفاء الراشدون ومن تلاهم، هل أقاموها على دماء الآخرين؟ أم قامت الدولة على دخول الإسلام في قلوب الآخرين؟ هل انتشر الاسلام أعظم الانتشار بالسيف أم الدعوة السمحة؟

 

قال الله عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33]

قال صلى الله عليه وسلم : ” لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم ” رواه البخاري. وقال فيه ابن حجر: يؤخذ منه أن تألف الكافر حتى يسلم أولى من المبادرة إلى قتله .

 

ما هو الأفضل… أن نقتل الكافر أم أن يهديه الله على أيدينا؟ طيب لو قتلناه ما هو احتمال أن يكون بعدها مسلما؟

“إن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين, وهداية لهم, ولم يكن مقصود البعثة النبوية قتل الناس, بل لهدايتهم, لذلك قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ””

 

ولو رأى مسيحي أوروبي يوشك أن يسلم ما حدث، هل سيقول “خلاص.. الاسلام هو فعلا الدين الحق” ويسلم دون تردد… أم سيتحول لكاره للإسلام يستهدف أهله وأبناءه؟

 

طيب من جهة اخرى

 

إذا صحونا يوما على حدوث مجزرة داخل مسجد في باريس، قام بها مجموعة من المسلحين المسيحيين. هل سيقبل القواعد التكفيريون هذا الأمر لأن هناك اسس في العقيدة المسيحية تبيح قتل غير المسيحيين لمجرد أنهم غير مسيحيين؟ ألن يعتبر هذا إرهابا وبربرية ووحشية؟ طيب لماذا يفعل هذا الأمر تماما باسم الإسلام والمسلمين؟

 

لو أن اولئك المسيحيين، ولو كانو صابئة أو يزيديين أو بوذيين انقلبوا وحملوا السلاح ضد مسلمي العراق الذين طالما آووهم وأظهروا لهم حسن الجوار الذي حض عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولو أنهم تجندوا في صفوف الأمريكيين الغزاة، لقلنا اذبحوهم واقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف. لكن.. أن يفعل هذا بهم دون جريرة ودون ذنب ؟ فهو الإرهاب بعينه وهو ما ليس من الإسلام في شيء.

 

هذه المقالة كتبت على اعتبار ان من ارتكب المجزرة هم فعلا “مسلمون” كما ادعوا هم.. وهي تنطبق بكل الأحوال على نفس التكفيريين الذين لا يقتلون مسيحيين فحسب، بل مسلمين أيضا.. يقتلوهم بعد أن يقرر أحدهم أنهم كفار.. خلال شربة شاي

 

مادة مفيدة:

محمد حسان: أتحدى أي مسلم يجيز قتل المسيحيين

الإسلام أو الجزية أو القتال لكم يا غير المسلمين؟